هكذا هم أنصار »الحمري« الذين فعلوا كل شيء في لقاء أول أمس، أمتعوا وناصروا بكل ما يملكون من قوة من أجل هدف واحد وهو الفوز باللقاء أمام »السياربي« لذا يستحقون التقدير والثناء ، كما كانوا بمثابة اللاعب الثاني عشر وعوّضوا النقص العددي الذي طال الفريق بعدما أقصى الحكم اللاعب سبّاح زين العابدين ببطاقة حمراء بدون أي مُبرر، إلا أن »دعوة الخير« جنبت المولودية التعثر بزبانة. أشبال المدرب حنكوش لعبوا أمام شباب بلوزداد بروح وإرادة كبيرتين وكأن الفريق أمام آخر لقاء له هذا الموسم ومصيره سيحدد في تلك المواجهة، نظرا للروح المعنوية الكبيرة، وهم مشكورون على ذلك لأنهم لم يخيّبوا الأنصار المتنقلين بكثرة للملعب رغم الظروف المناخية ، إلا أن الأجواء أنستهم قساوة المناخ، وقد شاهدنا التضامن الكبير ما بينهم في هذه المواجهة، هذا ما يؤكد أن المدرب حنكوش قد نجح في زرع الرّوح المعنوية التي كان يفتقدها الفريق في مرحلة الذهاب، حيث صرّح حنكوش عقب اللقاء للإعلام أنه تفاجأ كثيرا لحرارة اللاعبين الذين فاقوا كل التوقعات. وللعودة إلى المواجهة فقد وقفنا على تألق الدفاع الذي كان نقطة ضعف في مرحلة الذهاب، حيث لم تتلق شباك الحمري أي هدف منذ إنطلاق مرحلة العودة، وحافظ الحارس فلاح على عذرية شباكه ل 250 دقيقة فيما استطاع رضا ومان ضمان سلامة شباكه ل 20 دقيقة بعدما عوّض فلاح الذي أصيب في لقاء شباب بلوزداد وهي نقطة إيجابية حيث تحوّل ضعف الحمراوة إلى نقاط قوة، كما يتفق الجميع أن غياب بلايلي عن لقاء »السّياربي« لم يكن مؤخرا على الفريق، حيث كان شريف هشام خير خلف لمدلل الحمراوة وهي ورقة أخرى سيستفيد منها المدرب في باقي مشوار البطولة دون نسيان ورقة عوّاج سيد أحمد الذي غاب عن الفريق في الجولات الثلاثة الأولى لمرحلة العودة دون أن يؤثر على الفريق، وهو الذي كان جزءا مهما في القائمة الأساسية للمولودية. كل هذه الإيجابيات تنبّئ بأن مولودية وهران في طريقها الصحيح، وذلك راجع للمساندة الكبيرة التي تلقاها الفريق، دون نسيان السلطات الولائية وهيئة »الدّيجياس«، وتم تسخير كل الإمكانيات من أجل أن تخرج المولودية من النفق المظلم الذي مرت عليه في بداية هذا الموسم، لتبقى مهمة الأنصار متواصلة في محاربة كل من يريد التشويش على مشوار الفريق ومحاربة أصحاب »الروينة« التي هلكت المولودية في الفترة السابقة.