من غير المعقول تعيين حكم في لقاءين متتالين لنفس الفريق "كرتنا أصبحت مشردة" هي الجملة المقتبسة من الحوار المطول الذي أجرته جريدة "الجمهورية" مع الحكم الدولي السابق محمد حنصال الذي فتح لنا قلبه وكشف لنا مدى تذمره من الوضعية التي آلت إليها الكرة الجزائرية عامة و التحكيم خاصة ، والذي بات من سيء لأسوأ نتيجة للسياسة العرجاء المنتهجة من طرف القائمين على هذا السلك الذي يبقى عنصرا مهما في معادلة المنظومة الكروية حسب متحدثنا. كما عرج حنصال أيضا عن حال وأحوال قصر دالي إبراهيم و"المسرحيات" التي باتت تلعب داخله في إشارة لإخفاقات، فضائح بالجملة، اتهامات، صراعات داخلية وقرارات عشوائية هوت بمستوى كرة القدم الجزائرية إلى القاع من قبل رئيس "الفاف" الحالي الذي أبان عن فقدانه للمقومات التي تسمح له بقيادة أعلى هيئة كروية في الجزائر – يضيف متحدثنا - حيث تسير المنظومة الكروية في زمن زطشي نحو الهاوية، باعتبار أن الرئيس الأسبق ل "الباك" قد لبس ثوب الرئيس الهاوي – حسب العديد من المتتبعين - بدليل قراراته التي اتخذها إلى حد الآن، في صورة افتقاده للحنكة في تعاقده مع المدرب لوكاس ألكاراز، باعتبار أن إقالة التقني الإسباني كلفت "الفاف" 19 مليار سنتيم، ليجد زطشي نفسه مجبرا على تجديد الثقة في ألكاراز رغم الإخفاق مع المحليين وبعده مع المنتخب الأول، ناهيك عن دخول زطشي في صراعات وحرب تصريحات مع رئيس الرابطة محفوظ قرباج انتهت بتنحية الأخير من منصبه في خرجة لطخت سمعة الكرة الجزائرية، إضافة إلى صراعات زطشي مع بعض من أعضاء المكتب التنفيذي، ونخص بالذكر الحكم الدولي السابق مسعود كوسة، إضافة إلى التسيب الذي عرفته تربصات "الخضر" وتمرد بعض اللاعبين على زطشي والمدرب، لتأتي بعد هذا فضيحة جديدة هزت كيان زطشي وكان مسرحها مركز تحضير المنتخبات الوطنية سيدي موسى الذي تحول من مركز يفتخر به الجزائريون إلى أشبه ب"حومة" ، ضف إلى ذلك إمكانية معاقبة رئيس "الفاف" من قبل الاتحادية الإفريقية لكرة القدم في سابقة ستكون الأولى في تاريخ كرة القدم الجزائرية إن تأكدت . كيف هو محمد حنصال حاليا ؟ أنا بخير ما دامنا على قيد الحياة ونمشي الحمد لله و أهلا و سهلا بكم و تحياتي لكل عمال جريدة "الجمهورية" . ما تقييمك للتحكيم هذا الموسم ؟ و الله في الحقيقة لا يمكن وصف التحكيم هذا الموسم بالممتاز بالنظر للأخطاء الكثيرة التي يتسبب فيها الحكام خلال الآونة الأخيرة خاصة هذا العام حيث كانوا سببا في تغيير نتائج المباريات. و ما السبب في ذلك ؟ الأسباب تختلف من حكم لآخر فبالنسبة للبعض تعود إلى أخطاء تحكيمية عادية باعتبار أن الحكم بشر يمكن له أن يخطئ أو يصيب إلى جانب المحيط بمن فيهم المدربين ،المسيرين و حتى الأنصار الذين يؤثرون في العديد من المرات على قرارات الحكم بفعل الضغط الذي يمارسونه على صاحب البدلة السوداء. هل من حق الأندية رفض الحكام ؟ هذا راجع للجنة الحكام التي عليها ضبط برنامج من اجل تعيين الحكام حتى لا يكون هناك خلط و غلط ،حيث من غير المعقول أن يقوم حكم بإدارة لقاءين متتالين لفريق واحد الأمر الذي يعطي فرصة بالنسبة لمسيري الأندية من اجل التعليق و رفض الحكام و هذا بالنسبة لي أمر بديهي على اعتبار أن مثل هذه الأمور تثير الشكوك و عليه يجب تعيين لجان أكفاء و في المستوى في اللجنة المركزية للتحكيم، و هنا افتح قوسا لأقول أن ما يجري على مستوى أعلى هيئة تحكيم في الجزائر كارثة لا يمكن وصفها من خلال تعيينات الحكام العشوائية التي لا تتسم بالعقلانية و هو الأمر الذي يثير زلزال على المنظومة الكروية ككل ولهذا يجب على القائمين على شؤون كرة القدم تعيين أصحاب ذوي كفاءة وخبرة وتجربة على رأس لجنة التحكيم لتفادي مثل هذه المشاكل وإعطاء الفرصة للحكام السابقين لتسيير هذه الهيئة . قوانين "الفيفا" تنص أن الحكم إذا عوقب بأكثر من 4 مباريات يطرد نهائيا في حين أن في الجزائر إذا عوقب بثمانية مباريات يعود لنشاطه عاديا ما تعليقك ؟ لا اعتبر أن هذا الأمر غريب إذا ما تفحصنا في الظروف التي تسير بها لجنة التحكيم و التي وصفتها كما وصفتها لك سابقا، فمثل هذه القرارات الارتجالية و اللامسؤولة الصادرة عن المسؤولين تكشف عن مستوى الأشخاص الذين يسيرون سلك التحكيم و التحكيم هو جزء لا يتجزأ من المنظومة الكروية، هذا يعني أن عند الحديث عن التحكيم فالحديث يكون على مستوى أعلى هيئة و اقصد بها المنظومة الكروية التي أضحت مهزلة بكل ما تحمله الكلمة من معاني . ماذا تقصد بهذا ؟ حديثنا دار في الأول عن مشاكل الحكام و التحكيم لكن هذه الإشكالية ستقودنا لا محال إلى أن نضع أصبعنا على أصل الداء و الذي يكمن في القائمين على شؤون تسيير الكرة الجزائرية و الذين أبانوا عن ضعف مستواهم و ابتعادهم الكبير عن تسيير قصر دالي إبراهيم من خلال القرارات الارتجالية التي تتخذ من دون أي معايير و لا ترتكز على أي موضوعية ، بدليل تنحية محفوظ قرباج في ظرف حساس أين بلغت البطولة جولتها السابعة عشر و احتدم الصراع بين الأندية هذا للصعود و هذا للسقوط و أندية تريد مراتب مشرفة للمشاركة في الاستحقاقات القارية، أمور كلها كان على زطشي مراجعتها قبل اتخاذ قرار سحب الثقة من قرباج و هذا إن دل على شيء إنما يدل على الأسس التي يستند إليها المسؤول الأول عن "الفاف" في إصدار قراراته. على ذكر زطشي ما هو تقييمك لمساره منذ توليه رئاسة "الفاف" ؟ أريد أن أتحدث عن زطشي المسير الأول للفيدرالية الجزائرية لكرة القدم أظن أن الرجل لم يبلغ بعد المستوى الكافي لتولي مهام رئاسة "الفاف" وأن الوقت لم يحن بعد لتنصيبه على هذه الهيئة بدليل ما وقع له بالمغرب ما سيكلفه عقوبة قاسية من طرف الاتحادية الإفريقية لكرة القدم و هذا اعتبره أنا شخصيا إهانة للجزائر ومهزلة حقيقية وهي سابقة في تاريخ الكرة الجزائرية حيث منذ 1962 لوقتنا الحالي لم تشهد الكرة الجزائرية أمورا كمثل التي حصلت خلال الحقبة الوجيزة التي يشرف عليها زطشي على "الفاف"، مشاكل جمة على سبيل المثال النقاط المخصومة لاتحاد بلعباس ،شباب بلوزداد ، رفض عضوية ولد زميرلي أمور كلها توحي بمستوى التعفن الذي يحيط بقصر دالي إبراهيم و باختصار المفيد "كرتنا أصبحت مشردة" فشتان بين كرة القدم في عهد روراوة و عهد زطشي. هل تقصد أن روراوة مسير أفضل من زطشي ؟ بطبيعة الحال ولا داعي لإخفاء الشمس بالغربال ، فخلال تولي روراوة رئاسة "الفاف" كانت للجزائر هيبة على المستوى القاري وحتى العالمي ، و كان يحسب لنا ألف حساب لسبب بسيط يكمن في دبلوماسية روراوة وعلاقاته المتينة مع رؤساء الفيدراليات ووزنه الثقيل في "الكاف" مما كان يساهم في تنمية وتطوير الكرة الجزائرية و رفعها إلى أعلى المستويات و الحصيلة المسجلة في عهده تؤكد صحة ما أقول بينما زطشي كان رئيسا لنادي بارادو الذي اعتبره حضانة مقارنة ب"الفاف" ، والتي تعتبر جامعة فهناك فرق كبير بين تربية الأطفال و تسيير أعلى هيئة على مستوى كرة القدم في الجزائر، أظن أن الفارق بات واضحا .