على الرغم من أن الخلاف الذي نشب بين رئيس اللجنة المركزية للتحكيم في الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مسعود كوسة انتهى بعدما التقى هذا الأخير أمس الأول رئيس الفاف خير الدين زطشي، حيث وضعا النقاط على الحروف، إلا أن الأمر الواضح الآن أن المكتب التنفيدي الجديد للكاف يعاني من انشقاقات كثيرة احتجاجا على تداخل الصلاحيات ونفوذ بعض الجهات في فرض قراراتها فيما يتعلق بالتحكيم أو بغيره دون العودة إليه أو التشاور. وجاءت هذه الخلالفات لتزيد من متاعب الفاف وتعمق هشاشة التوافق داخل الهيئة، حيث سبقه لذلك عضو المديرية الفنية للمنتخبات الوطنية نورالدين قريشي، الذي رفض العمل مع المدير الجديد فضيل تيكانوين، وفضل الانسحاب على الدخول في صراعات هامشية مع أعضاء الاتحادية، كما قرر رئيس الرابطة الوطنية للدوري المحترف محفوظ قرباج تقديم استقالته، ودعا إلى تنظيم جمعية عامة انتخابية في الرابع عشر من من ماي المقبل، رغم أن ولايته تنتهي سنة 2019. وقالت مصادر مطلعة إن القرار جاء في أعقاب الرسائل التي أطلقها الذراع الأيمن لرئيس الاتحادية، رئيس نادي وفاق سطيف حسان حمار، حول ما أسماه باستعداده لقيادة هيئة الرابطة، وأن جهات طلبت منه ذلك، الأمر الذي فهمه قرباج على أنه لم يعد مرغوبا فيه في الهيئة الجديدة للفاف، وأن تصريح حمار حمل رسائل تشابهت مع الرسائل التي أطلقها زطشي للإدلاء بنيته في الترشح لخلافة الرئيس السابق محمد روراوة. وكان خيرالدين زطشي قد صرح في وقت سابق بأن جهات طلبت منه الترشح لرئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، في إشارة إلى الدعم الذي تلقاه من طرف وزير الشباب والرياضة الهادي ولد علي، وهو ما فهمه حينها محمد روراوة على أنه غير ، وهو السيناريو الذي يتكرر الآن مع محفوظ قرباج والوافد المنتظر على رأس الرابطة حسان حمار. كوسة التقى زطشي ووضع النقاط على الحروف وكانت مصادر مقربة من رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم قد أكدت أن هذا الأخير قد التقى رئيس لجنة التحكيم، مسعود كوسة، أمس الأول، على هامش مأدبة العشاء التي أقيمت على شرف المدرب الجديد للخضر الإسباني ”لوكاس ألكاراز” المتواجد بالجزائر منذ الثلاثاء الفارط، حيث تكلم الرجلان لوقت طويلا ووضعا النقاط على الحروف. أمالو سيستمر في تعيين الحكام حتى نهاية الموسم وجاء الاتفاق في أول لقاء جمع رئيس الاتحاد خيرالدين زطشي بهيئة التحكيم أول أمس، على إبقاء قرارات تعيين الحكام للحكم الفيدرالي السابق أمالو على أن يتسلم كوسة المشعل بعد نهاية الموسم الحالي ويعين رسميا على رأس اللجنة الفيدرالية للتحكيم، مع ضمان أن لا يتدخل أحد في صلاحياته الموسم المقبل، وهو ما يبدو أنه لقي قبولا لدى جميع الأطراف. وكان مسعود كوسة قد غادر الاجتماع الذي جمع زطشي بعائلة التحكيم الجزائرية يوم الاثنين الفارط في بدايته، وهو في قمة الغضب، وأقسم بأنه لن يواصل مهامه ضمن المكتب الجديد للفاف، وهو التصرف الذي فاجأ جميع الحاضرين، وصدم حتى الرئيس خير الدين زطشي نفسه الذي اضطر بدوره بعد ذلك إلى مغادرة الملتقى مبكرا، على عكس ما كان مبرمجا في بادئ الأمر. وذلك لعدم تقبله قرار مسعود كوسة الذي يهز بشكل كبير مصداقيته وهيبة الهيئة في وقت مبكر. وأضاف أن الثقة المفرطة لزطشي في ”مختار أمالو” فتحت له المجال لتعيين عضوين آخرين للقيام بهذه المهمة حتى دون استشارة كوسة، وهو ما اعتبره الحكم الدولي السابق تهميشا له وتقليصا من صلاحياته رغم اختياره كرئيس للجنة المركزية للتحكيم، وبصفته عضوا في المكتب الجديد للفاف.