*أصحاب المواعيد يعودون أدراجهم دون فحص بعد ساعات من الانتظار *حالات تشخص من قبل أعوان الأمن و يطلب منها العودة في مواعيد لاحقة لغياب الأطباء قضت "الجمهورية" أمس يوما بالمركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب بحي سيدي البشير بلاطو سابقا حيث وقفت على الخدمات الصحية في بعض المصالح الطبية منها استعجالات الأطفال و مصلحة أمراض القلب و مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة و مصلحة طب الأعصاب و مصلحة أمراض النساء و التوليد مرافقة المرضى لاستطلاع أوضاع المستشفى في ظل غياب الأطباء المقيمين الذين يغطون في إضراب عميق منذ شهر نوفمبر المنصرم مدة 3 أشهر وقفوا فيها على حقوقهم و تخلوا عن مبادئ الإنسانية و عن مرضاهم الذين يترددون كل يوم من أجل الفحص و المراقبة الدورية ليعودون أدراجهم آخر النهار بعد يأسهم في الحصول على ما أتوا لأجله. و في جولتنا تقربنا من عدد من المرضى الذين كانوا ينتظرون داخل أروقة المصالح المذكورة منذ الساعة السابعة صباحا و منهم من فضلوا الانتظار خارجا يجلسون بالمقاعد الإسمنتية في مشاهد بالفعل مؤلمة تعكس الحالة الصحية و الاجتماعية السيئة لأشخاص من وهران و من مختلف ولايات الجهة الغربية لم يكن لديهم بديل آخر غير المستشفى العمومي لتلقي الفحص و العلاج المجاني هذه الخدمة التي توقفت و بدأت بعدها معاناة المرضى في مصالح طبية أصبح الآمر الناهي فيها هو عون الأمن الداخلي الذي يستقبل المرضى و يسمعهم كلمة واحدة هو أن الطبيب لم يأت، و المؤسف أن عامة المرضى و مرافقيهم لا يملكون أدنى معلومة عن الإضراب و إن كان البعض على علم فانه لا يخطر ببالهم أن تخلو المستشفيات من الأطباء و تزيد بذلك آلام المرضى الذين لم يجدوا لا التكفل و لا الرعاية اللازمة ليتفاجأ أصحاب المواعيد بعد يوم كامل من الانتظار بعون الأمن الداخلي يطلب منه الانصراف و متابعة الأخبار و في حالة تم الإعلان عن استئناف الأطباء المقيمين نشاطهم يحضر للعلاج و هذا بالفعل ما قيل للسيد عمر.م قادم من ولاية غليزان حسب موعده بمصلحة طب الأعصاب و الذي خرج من المستشفى حاملا آلاما أخرى و عجزا كبير و حيرة و خوفا من تدهور حالته الصحية إلى حين وقف الإضراب. و حسب ما علمناه من بعض المرضى فان جميع أصحاب المواعيد على مستوى اغلب المصالح الطبية تم طردهم لإشعار لاحق. مريضة بالقلب تأتي للمرة العشرين للحصول على وصفة الدواء... و هذه خالتي مليكة من وهران البالغة من العمر 54 عاما مصابة بمرض القلب أتت لرؤية طبيبها لإجراء الفحص الدوري أمس للمرة العشرين و هذه المرة كانت طارئة جدا لأنها بحاجة ماسة إلى الدواء الذي يصفه الطبيب المتابع لحالتها حصرا حسب ما قيل لها، و رغم ذلك لم يمنعها باب مكتب طبيبها المغلق منذ الصباح من الانتظار أكثر من7 ساعات على أمل أن يصل متأخرا و تساءلت في حيرة و خوف "من أين آتي بالدواء؟"، و لكنها في الأخير عزمت رغم حالتها المادية السيئة أن تغادر يائسة و كان ذلك في حدود الساعة الواحدة و النصف ظهرا على أن تتجه في الصباح الباكر إلى طبيب أمراض القلب الخاص لتحصل على الدواء الذي لا يمكن لقلبها أن يصمد من دونه. و توجهنا بعدها إلى مصلحة الأذن و الأنف و الحنجرة حيث التقينا بالسيدة أمينة.س البالغة من العمر 48 سنة قادمة من ولاية مستغانم قالت أن لديها مشكل على مستوى الأذن و تم توجيهها من أطباء مستغانم إلى المستشفى الجامعي الذي وصلت إليه في الصباح الباكر حسب الموعد إلا أنها تفاجأت بأعوان الأمن يعيدون المرضى من باب المصلحة و قيل لها أن باب مكتب طبيبها لم يفتح ما يؤكد أنه لن يحضر اليوم، و علمنا منها أيضا أنها لا تحمل أي فكرة عن إضراب الأطباء المقيمين و حتى على مستوى المستشفى لم يتم إعلامهم، و ذكر السيد علي القادم من ولاية تيارت و الذي أحضر ابنته المريضة للعلاج أنه منذ الصباح لاحظ أن فقط بعض الحالات تحظى بالفحص و المتابعة و لما سأل قيل له آن الحالات الخاصة حصرا التي يتم فحصها نظرا لانعدام العدد الكافي من الأطباء ما عدا ذلك فان الجميع مرغمون على المغادرة دون التكفل بهم. أعوان أمن أم رؤساء مصالح؟! و في طريقنا إلى مصلحة استعجالات الأطفال على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي الدكتور بن زرجب صادفنا السيدة أم رجاء تحمل طفلتها رجاء البالغة سنتين تتألم نتيجة التهابات أصابتها على مستوى الفم و الشفاه منعتها من الأكل طيلة يوم كامل لكنها عادت أدراجها لأنها لم تجد الطبيب الذي يتكفل بحالة طفلتها متخوفة من تطور وضعها و الوصول إلى ما لا يحمد عقباه و ذكرت أم رجاء أن فقط الحالات المستعجلة من يتم استقبالها مضيفة في حسرة أن قد تكون طفلتها من الحالات الأكثر خطورة التي لم تلق الاهتمام، تابعنا وجهتنا إلى المصلحة حيث وجدنا طفل معاق على كرسي متحرك ينتظر الفحص و والده يقف إلى جانبه مرهقا تظهر في وجهه علامات اليأس و قله الحيلة و سألناه عن سبب تواجده هناك قال انه يقف في نفس المكان منذ ساعات لعله يثير شفقة الأطباء لعلاج ابنه المريض حاولنا الاستفسار منه عن سبب انتظاره الطويل فأشار بيده إلى عون الأمن الداخلي التابع لذات المصلحة الذي يمنع دخول أي شخص و سألناه عما نريده و كأنه المسؤول عن المصلحة فحاولنا حينئذ الاستفسار عن مدى ضمان الحد الأدنى من الخدمات دون الإفصاح عن هويتنا فلم يجب و أعاد سؤاله عن السبب و ما حاجتنا لذلك؟ فاضطررنا القول بأن هناك طفل مريض بحاجة إلى الفحص و هل يمكن إحضاره في الحين و كانت الساعة حينها 11 صباحا فسأل بدوره عما يعانيه الطفل فوصفنا له بعض الأعراض التي تشير إلى وجود حمى شديدة و سيلان في الأنف و سعال فنصحنا بإحضار المريض بعد الساعة الرابعة زوالا موضحا أنه في الصباح يتم استقبال الحالات الخاصة فقط في حين يتكفل أطباء مصلحة طب الأطفال بمرضى الاستعجالات مساء بذلك . و في مصلحة أمراض النساء والتوليد بنفس المستشفى التقينا بالسيدة اسمهان.ب التي وضعت مولودها منذ أسبوعين و جاءت من ولاية سيدي بلعباس رفقة زوجها فقط للحصول على شهادة ولادة و عطلة مرضية و لكنها لم تجد من يقدم لها هذه الخدمة و طلب منها العودة مرة أخرى نظرا لعدم وجود الأطباء، أما عن مشكل الفحص فان جميع النسوة الذين التقينا بهم وصفن معاناتهن و أنينهن الذي يسمع من بعيد جراء انتظارهن الطويل منذ الصباح الباكر لموعدهن في الفحص و العلاج حيث لا يغطي عدد الأطباء الموجود العدد الكبير للحالات الوافدة إلى المصلحة من مختلف ولايات الغرب.