إذا كانت الجرابيع من القوارض التي لا تشرب الماء فالجزائريون الذين استحالتهم فرنسا الاستعمارية إلى حقل لتجاربها النووية في ذات 13 فبراير 1960 بشر يشربون ويتوقون للتنفس، وإذا كانت بريطانيا قد استخدمت الجربوع خلال الحرب العالمية الثانية لجلب الحظ ففرنسا استعملت الجزائريين وقودا لتحقيق نزوات وتفجير أرض لا تزال لم تخرج كل ما لديها من أسرار حول المصير الذي لقيه الجزائريون في صحاري أدرار بعد أن زلزلت الأرض من تحتهم بتفجيرها النووي لعلّها تسابق الزمن والقوى الكبرى في التسلح واكتساب مهارات الحروب وما زال ضحايا غطرسة فرنسا يعانون منهم من قضى ومنهم من تنخر السرطانات أجسامهم في صمت ولا نحدّث أحدا عن العمى وأمراض العيون التي لا يزال سكان أدرار وجوارها يعانونها. وإذا كان يوجد من الجربوع ثلاثة وثلاثون نوعاً فإنّ الضحايا لا يُعدّون ولا يحصون فقد امتد الداء والأثر إلى فلذات الأكباد في بطون أمهاتهم. وإذا كانت عديد الدول حذرة من استيراد الجرابيع للتجارب لارتباط هذه القوارض بجدري القرود فإنّ الأجساد تمشي وقد نخرها الداء وهزّ كيانها عبء 58 سنة من هروب فرنسا إلى الأمام بل وتتبجح «فرنسا العدل والمساواة» في 23 فبراير 2005 بإصدار قانون ممجد للاستعمار، استعمار رأى البشر في شكل حيوانات بهدف معرفة مدى تأثير الإشعاعات النووية على الجنس البشري ما أدى إلى فقدان 150 أسير في اللحظة ذاتها التي فجّر فيها الجيش الفرنسي منطقة حمودية في صحراء رقان، أسرى جيء بهم من معتقلات بلعباس ومعسكر ناهيك عمّن ماتوا بعدهم ولا يزالون وفرنسا تحتفظ بالأسرار في «أكس بوروفونس» ولا تريد إماطة اللثام عن فضائحها وإلّا كان العالم تفرّج على دولة القيّم وحقوق الإنسان التي تعلّم غيرها أصول الديمقراطية.