الوردة الواحدة ب 300 دج و الشمعة الملونة بين 500دج. بات الاحتفال بعيد الحب أو ما يعرف ب " الفالنتاين " عادة سنوية لدى الشباب على وجه الخصوص، فبمجرد دخول شهر فيفري، حتى ينطلق هؤلاء في رحلة البحث عن الهدايا الجميلة، ما جعل أصحاب المحلات يتنافسون على إغراء الزبائن من خلال عرض أجود العطور العالمية و المحلية ، وكذا علب الشوكولاطة و الدبدوب الأحمر والشموع الملوّنة ومجسمات القلوب الحمراء . وخلال تواجدنا بسوق "ميشلي" وسط مدينة وهران ، لاحظنا إقبال الزبائن على الهدايا باللون الأحمر و أيضا الصور الجميلة و القطع الفنية التي تحمل أسماء المحبين، لكن ما لفت انتباهنا أن الكثير من المواطنين يرفضون الاحتفال بعيد الحب، باعتباره مناسبة دخيلة على ديننا و مجتمعنا ، حيث قالت السيد " حميد .ع" إن المجتمع تمادى في تقليد الغير من "الريفيون" إلى " الفالنتاين "، و هو عيد لا يمت للمجتمع و لا للدين بأية صلة، مستغربا تبذير الوهرانيين للمال من أجل الاحتفال به، و هو رأي أيضا الكثير من الرجال الذين صادفناهم، في الوقت الذي ثمنت فيه النساء و الفتيات المناسبة التي لا تتعدى حسبهن تبادل الهدايا و التعبير عن الحب. والمثير في كل هذا أن معظم من التقيناهم في سوق " ميشلي " يجهلون المعنى الحقيقي لاسم "الفالنتاين"، والذي يرجع تاريخه إلى قصة الإمبراطور"كلوديوس الثاني" الذي منع الزواج وسط الجنود ظنا منه أنهم سيصبحون جنودا سيئين و لا يتحملون المسؤولية ، لكن القديس "فالنتاين" أصر على أن الزواج هو أحد سنن الخالق في الأرض عاصيا أوامر الإمبراطور ، وقام بعقد زواج عدة أشخاص سرا ، وعندما اكتشف هذا الأخير الأمر طلب بسجنه وإعدامه ، و المفاجأة أنه خلال فترة سجنه أحب القديس " فالنتاين" ابنة السجان ، وتم إعدامه بتاريخ 14 فيفري، حيث أرسل لها رسالة قبل ذلك موقّعة من قبله . الزهور الحمراء تتصدر اهتمامات الزبائن وحتى تكتمل جولتنا الاستطلاعية زرنا بعض المحلات التي يبدو أن أصحابها استغلوا مناسبة عيد الحب وقاموا برفع أسعار الكثير من الهدايا بفارق 200 إلى 1000 دج، كما هو حال الشموع المزينة التي كانت تباع ب 400 و500 دج بالنسبة للحجم الصغير ، إلا أنها ارتفعت إلى 800 دج، و بالنسبة لحاملات الشموع فقد تم عرضها ب700 و 1000 دج ،فضلا عن الدببة التي وصلت إلى 4 آلاف دج و القلوب الملونة بالأحمر التي وصلت أسعارها إلى 1800 و 2000 دج ، إلى جانب العطر ذو الماركات العالمية الذي تراوح سعره بين 10 آلاف و 20 ألف دج ، أما العطر المقلد ، فقد عرف ارتفاعا محسوسا أيضا في هذه المناسبة. و من جانبها فإن الورود بسوق "بلاس أوش" عرفت هي الأخرى ارتفاعا محسوسا ، حيث تراوحت أسعار الباقة الواحدة بين 1500 و 3 آلاف دج ، و التي تكون مختلطة ألوانها بين الأحمر و ألوان أخرى ، أما الباقة الحمراء لوحدها فتصل إلى عتبة ال 4 و 5 آلاف دج حسب الحجم المراد تقديمه كهدية ، مع الإشارة أن أغلب الزبائن يفضلون الباقة الحمراء حسبما أكده لنا أحد الباعة الذي كشف أن الوردة الواحدة تباع ب 300 دج، إلا أنها مرشحة للارتفاع.