جدد سكان العمارات الهشة ببلدية القصبة في العاصمة، مطلب ترحيلهم إلى سكنات لائقة، في أقرب وقت ممكن، لحمايتهم من الانهيارات المحتملة، التي قد تؤدي إلى وفاتهم تحت الأنقاض، بسبب الحالة المتردية للمباني، سواء الدويرات أو العمارات التي أصبحت لا تصلح للإقامة، حسب تأكيدهم، بالنظر إلى درجة الاهتراء الذي مسها، ما جعلهم يعيشون في وضع غير مطمئن، يستدعي إدراجهم ضمن عملية إعادة الإسكان. أحدث انهيار عمارة قديمة بشارع "الحاج عمر 3" في القصبة السفلى، مخاوف كبيرة وسط سكان هذا الحي، والعديد من أحياء القصبة، خاصة المقيمين في البنايات الهشة، الذين أكدوا أنهم يقضون هذه الأيام ليال بيضاء، خوفا من انهيارات جزئية أو كلية، مثلما سبق وأن حدث، آخرها كان الجمعة الماضي، وقد خلف هلعا كبيرا وسط سكان الحي العتيق، إذ أحدث هزة عنيفة، أثرت على البنايات المجاورة للعمارة. وقد تنقل الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية لباب الوادي، رفقة رئيس المجلس الشعبي للقصبة، والسلطات الأمنية من أجل الوقوف على الحادثة، التي وقعت بعمارة شاغرة، سبق وأن تم ترحيل سكانها، كما تم التكليف الفوري لمقاولة، من أجل رفع الردوم وكل المخلفات المتبقية، فيما استغل سكان القصبة السفلى هذه الفرصة، لتجديد مطلب ترحيلهم، مشيرين إلى أن السلطات المحلية على علم بوضعيتهم، التي لا تبعث على الارتياح. ذكر بعض هؤلاء، أن العمارات التي تأويهم، لم تعد قادرة على الصمود أكثر، حيث أصبحت كل أجزائها مهترئة، بما فيها السلالم والشرفات والأسقف، وهو ما جعلها تتهاوى من حين إلى آخر، والدليل، حسبهم، حادث الجمعة الأخير الذي لا يعد الأول من نوعه، مؤكدين أن الحي العتيق الذي يعود بناؤه إلى العهد العثماني، يشهد سلسلة من الانهيارات للعديد من البنايات القديمة، في وقت تصنف فيه السلطات العمومية، أكثر من 100 بناية مهددة بالانهيار في الحي، ولا تصلح الإقامة بها. ثمن سكان الحي، التدخل السريع للسلطات، من أجل معاينة الحادث ورفع الردوم من مكان انهيار البناية، المكونة من 4 طوابق، والتي انهارت كليا، والواقعة في منطقة حيوية بشارع "الحاج عمر"، في القصبة السفلى، غير بعيد عن جامع "علي بتشين" الشهير، وكذلك سوق "لالاهم" البلدي، ومركز مكافحة داء السكري، كما أنها تتواجد فوق العديد من المحلات التجارية، منها محلات "الكبدة" ذات الشعبية الواسعة. من جهتهم، اقترح بعض المختصين، تعزيز برامج الصيانة الوقائية للعمارات القديمة في المناطق الحساسة، مثل القصبة السفلى، لتجنب حوادث مشابهة في المستقبل، وتطوير نظام إنذار مبكر أو تفتيش دوري للعمارات المهددة بالانهيار، وإشراك المجتمع المحلي في تقديم معلومات حول الهياكل المعرضة للخطر، ما قد يساعد في تحديد الأولويات.