* تراجع الإشهار العمومي في الوقت الراهن بأكثر من 60 بالمائة *على الناشرين البحث عن حلول و بدائل عن مدخول الإشهار العمومي ذكر وزير الإعلام و الاتصال جمال كعوان أن الصحافة الجزائرية دخلت بالفعل عصر التكنولوجيات تمهيدا لاختفاء الصحافة الورقية مضيفا انه سيمر بعض الوقت قبل أن يصبح الورق في الجزائر وسيلة غير علمية و غير فعالة لنقل المعلومة طارحا تساؤلات حول مصير المهن التقليدية للصحافة و حرفييها و مصير سلسلة المتدخلين الذين يساهمون في صناعة الجريدة إلى غاية خروجها من المطابع و توزيعها في الأكشاك و كذا مآل كل أولئك الذين يعيشون من تجارة الجرائد. جاء هذا ضمن العرض الاستطلاعي حول موضوع "الصحافة الجزائرية في مواجهة تحديات الرقمنة" الذي قدمه وزير الاتصال جمال كعوان أول أمس الخميس في إطار فعاليات الاحتفال بالذكرى 55 لتأسيس جريدة "الجمهورية".حيث ركز كعوان على التحولات الناجمة عن عملية الانتقال الرقمي الكلي التي وضعت حدا للممارسات الصحفية القديمة مؤكدا أنها نقطة تحول يمكن للصحافة الجزائرية أن تفاوض بشأنها بأكثر هدوء كونها تتمتع بالدعم المكفول من السلطات العمومية و الذي يسمح لها بان تستمر في هذه الفترة الهجينة بين الرقمي و الورقي مشيرا إلى أن هذه المرحلة قد أدت منذ سنة 2014 إلى حجب أكثر من 60 عنوانا لأسباب اقتصادية. و اعتبر كعوان التغيرات الرقمية حرب ضروس تنتظر المهنة يدور رحاها في متاهة الإعلام الالكتروني على شبكة الانترنت على حد تعبيره مفصلا أنها معركة في سبيل دقة و صحة المعلومة في مواجهة الآخرين و في مواجهة الضمير ذاته و حسب وزير الاتصال فانه في ظل هذا الواقع الذي تعيشه الصحافة سواء كانت ورقية أو في الفضاء الرقمي لم تتمكن أي جريدة من الصمود دون دعم الدولة عبر الإشهار المؤسساتي، مضيفا انه بالنظر إلى أثار الأزمة الحالية على كافة المؤسسات بصفة عامة و مؤسسات الصحافة بصفة خاصة ظهر نمط الدعم من خلال الإشهار المؤسساتي و دعا جمال كعوان الناشرين إلى البحث عن حلول و بدائل عن مدخول الإشهار العمومي و الذي أكد بشأنه انه لم يكن يمثل في أحسن الحالات إلا 20 بالمائة من مجمل الإشهار المتوفر في الجزائر و أكد انه تراجع في الوقت الراهن بعد أربع سنوات بأكثر من 60 بالمائة. و أضاف كعوان أن اكبر عناوين الصحف العالمية توقفت أو قلصت إصدار نسخها الورقية و ذلك من اجل التكيف مع هيمنة العالم الرقمي مشيرا أن الجزائر ليست بمعزل عن التحرك نحو الغد الرقمي الذي لا مفر منه و انه تم ضبط الساعة على التحولات و التحديات التكنولوجية و ضبطها أيضا على حتمية المحافظة على المكتسبات الإنسانية للمرور الى المستقبل الرقمي المحتوم بإنصاف.