حظي رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة, أمس بمناسبة الزيارة التي قادته الى العاصمة حيث قام بتدشين مسجد كتشاوة بعد ترميمه وتوسعة خط الميترو الرابط بين ساحة الشهداء وعين النعجة, باستقبال جماهيري وشعبي حار. وقد تجلى هذا الاستقبال من خلال جموع المواطنين وممثلي المجتمع المدني الذين اصطفوا على جنبات ساحة الشهداء وساحة ابن باديس المحاذية للمسجد وكذا شارع أحمد بوزرينة, حاملين الاعلام الوطنية وصور الرئيس بوتفليقة, مرددين شعارات تحمل عبارات الترحيب برئيس الدولة وتثني على جهوده في خدمة البلاد واستقرارها. كما تزينت ساحة الشهداء بالفرق الفلكلورية والخيالة التي تجاوبت مع طلقات البارود وزغاريد النسوة المنبعثة من شرفات المنازل. وكان رئيس الجمهورية في كل مرة يبادل جموع المواطنين التحية ويقاسمهم الابتسامة. هذا ودشن رئيس الجمهورية, السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس, مسجد كتشاوة التاريخي بعد ترميمه وكذا توسعة خط الميترو الرابط بين ساحة الشهداء و عين النعجة. وقد حضر مراسم التدشين وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية, نورالدين بدوي, وزير السكن والعمران والمدينة, عبد الوحيد تمار, وزير الشؤون الدينية والأوقاف, محمد عيسى, وزير الأشغال العمومية والنقل, عبد الغني زعلان, وزير الثقافة, عزالدين ميهوبي, ووالي العاصمة, عبد القادر زوخ. وبعد تدشين المسجد تابع رئيس الدولة عرض فيديو, تضمن تاريخ هذا الصرح الحضاري ومختلف مراحل عملية الترميم التي أشرفت عليها الوكالة التركية للتنسيق والتعاون "تيكا" بالتعاون مع مؤسسات وعلماء آثار جزائريين, وذلك بموجب اتفاق موقع بين السلطات الجزائرية ونظيرتها التركية في سبتمبر 2013. و قد تضمن العرض جوانب من المراحل التاريخية التي عرفها الجامع منذ تشييده سنة 1612 ميلادية وتوسيعه سنة 1794 الى غاية فترة الاستعمار الفرنسي أين حول الى كتدرائية عنوة قبل استرجاعه مسجدا بعد استقلال الجزائر سنة 1962. و شملت عملية الترميم مراحل عدة, بداية من التشخيص الى غاية التزيين, حيث تمت تقوية ودعم الاعمدة الرخامية المتضررة واعادة تهيئة القبة والمأذنة و باب الجامع و الجدارن, ناهيك عن استبدال الاحجار المتضررة. و بغية الحفاظ على الطابع التقليدي لهذا المعلم الحضاري والديني المتواجد في مدخل حي القصبة العتيق ,استخدم الحرفيون نفس المواد التي استعملت في بناء المسجد في أول عهده, على غرار الجير ومسحوق الحجر والرخام وكذا الالوان والزجاج مع إزالة كل المواد التي شوهته لا سيما الاسمنت. للإشارة فقد تكفلت الوكالة التركية بجميع مراحل الترميم بإشراف وزارة السكن والعمران والمدينة وبمتابعة من الديوان الوطني لتسيير الأملاك الثقافية المحمية واستغلالها, وأشرف على أعمال الرسم والكتابة, الخطاط التركي حسين قوطلو الحائز على جائزة الرئاسة التركية للثقافة والفن عام 2016. اما المرحلة الثانية من زيارة رئيس الجمهورية الى ولاية الجزائر فقد شملت تدشين توسعة خط المترو الرابط بين ساحة الشهداء وعين النعجة, اين تابع رئيس الدولة قبل ان يستقل المترو نحو محطة عين النعجة, عرضا حول مختلف مراحل التوسعات التي طرأت عليه الى جانب تكلفته. و بهذه المناسبة قدم للرئيس لمحة حول متحف محطة ساحة الشهداء الذي يضم نماذج أثرية لمختلف الحقب التاريخية و بعض الاثار كالنقود والفخار الإسلامي التي تم اكتشافها اثناء انجاز المشروع. ويعد متحف محطة ساحة الشهداء تحفة تبرز جل الحقب التاريخية للجزائر و تمزج بين التراث الأثري و تهيئة الإقليم. وبعد هاتين التوسعتين الجديدتين ( 2015 و 2018), يمتد ميترو الجزائر حاليا على طول 18 كم و يضم 16 محطة انطلاقا من ساحة الشهداء إلى غاية الحراش وعين النعجة, كما أن هناك توسيعات أخرى قيد الانجاز أو ستنطلق قريبا من شأنها أن تسمح في حدود سنة 2020 ببلوغ طول شبكة الميترو 40 كلم, ستربط لا سيما الدار البيضاء (الضاحية الشرقية الجزائر العاصمة) بدرارية (أعالي الجزائر العاصمة). وكان رئيس الجمهورية قد حظي خلال هذه الزيارة باستقبال شعبي حار وذلك بالقرب من جامع كتشاوة و في ساحة الشهداء وبعين النعجة حيث رفع المواطنون الاعلام الوطنية وصور رئيس الدولة وسط اجواء احتفالية بهيجة.