لا يزال متحف دار البارود بولاية الشلف، يحافظ على حضارة المنطقة وتاريخها خلال الاستعمار الفرنسي وبعده ، حيث يضم محطات حضارية لمختلف العصور التاريخية بفضل القطع التي تم جمعها وهي اليوم معروضة بأروقة هذا المعلم التاريخي . ويعتبر جناح الفترة القديمة إحدى أهم الأجنحة بدار البارود، كونه يمثل الفترة الرومانية، وهو يعرض أهم العناصر التي استعملت في العمارة الرومانية على غرار القرميد وبعض الأجزاء والقواعد، بالإضافة إلى المصابيح الزيتية والأواني المعروفة ب "Dolivm" ، كما ترجع اللوحات الفسيفسائية الموجودة بحديقة متحف الأصنام إلى أقدم كنيسة مسيحية على مستوى شمال إفريقيا "سانت ريباراتوس" 325 م، حينما سمح قسطنطين الأول بالتدين بالمسيحية، أما الفترة المعاصرة نجد تمثال نصفي الصنع من البرونز ل "بول روبرت" ، وهو أول رئيس بلدية منتخب لبلدية الشلف "أورليانز فيل"، كما كانت تعرف في عهد الاستعمار الفرنسي، إضافة إلى مجموعة من آلات البيانو التي يعود تاريخ أقدمها إلى 1849م ، والتي لا تزال صالحة لتطرب بمطارقها المكان، إلى جانب بعض الأواني القصديرية والحديدي، وبعض قطع السلاح التي استعملت خلال المقاومات الشعبية للاحتلال الفرنسي ، كما يتوفر المتحف أيضا على جناح للصناعة التقليدية يضم منتجات يدوية منتشرة بجنوب الجزائر، مثل الأواني الطينية والخشبية والجلدية، بالإضافة إلى مجموعة من السيوف والمحافظ الجلدية التي تستعمل في الاستعراضات الفلكلورية، وكذا بعض الآلات التي تستخدم في غزل الصوف. ورغم هذا العبق التاريخي إلا متحف دار البارود يعاني من نقص الإقبال عليه من قبل المواطنين ، ما يؤكد مشكل غياب الثقافة المتحفية والأثرية لدى المجتمع الشلفي، فما عدا بعض الزيارات التي تنظمها الجامعة أو بعض الثانويات والمدارس لطلابها، فإن الإقبال على المكان ضعيف جدا رغم توسطها للمدينة ورمزية أسعار الدخول ب 30دج ، فأغلب المواطنين أو الشباب يعتبرون زيارة المتاحف أو المعالم الأثرية مضيعة للوقت وهذا راجع إلى نقص الإشهار والتعريف بالمتاحف ، كما تعكف من جهة أخرى إدارة متحف الأصنام بالتنسيق مع المؤسسات التربوية والجامعات والمعاهد بعدة نشاطات ومحاضرات إعلامية بغية التعريف بهذا المعلم وزرع الثقافة المتحفية في أوساط الشباب وكذا المحافظة على الذاكرة الوطنية والإنسانية بمدينة الشلف .