" كاميرا خفية " أم كاميرا خوف وعنف وكلام بذيء ومنحط... ! بهذه العبارات أجمع العديد من المشاهدين الجزائريين، الذين استجوبناهم أمس على استيائهم واشمئزازهم من المستوى الهابط الذي نزلت إليه مختلف برامج " الكاميرا الخفية " التي تبث في مختلف الفضائيات الجزائرية. حيث وبدلا من أن تكون فرصة لاكتشاف أخلاق الشخص الذي يتم الإيقاع به، ومستوى ثقافته وذكائه وصبره ووطنيته وأخلاقه...إلخ، صرنا نشاهد برنامجا للسب والشتم والنرفزة والقذف بالأحذية والكؤوس وقلب الطاولات، مثلما حدث مع الفنانة دليلة في برنامج " طفرت فيك " لقناة دزاير نيوز، الذي تحول إلى حلبة صراع، واستعمال ألفاظ وعبارات منحطة بل وتم إهانة الفنانة بطريقة مهينة وخادشة للحياء، ما جعلها في نهاية الحصة تذرف دموع الحزن والأسى، على الكلام القاسي الذي سمته من الشاب الذي أراد الإيقاع بها، دون أن ننسى كاميرا خفية لقناة النهار بعنوان " الحبس " حيث انتقد العديد من المشاهدين أول أمس طريقة التعامل مع الضحية الشاب خلاص، وقبله الفنان " دي دجي ألكبون " ما جعلهما يفقدان أعصابهما ويلجأ كلاهما إلى العنف والرمي بقارورة المياه والضرب والشتم، للرد على إهانة الشاب الذي كان ينوي اصطيادهما في شراكه، والأمر سيان بالنسبة إلى برنامج " دار التكسار " لقناة الشروق تي في، حيث وأمام الاستفزازات التي تعرض لها الفنان الشاب محمد بن شنات، اضطر هذا الأخير إلى رمي كأس ماء وقلب الطاولة، في وجه المخرج الذي كان يرتدي نفس الزي الذي كان يرتديه الفنان الجامايكي العالمي الراحل بوب مارلي.. فما هي أسباب هذا الانحدار الخطير في برامج " الكاميرا الخفية " الجزائرية؟ وأين هي سلطة الضبط للقطاع السمعي البصري لتوقف هذه المهزلة ؟ وهل سنعيش نفس سيناريو الرعب الذي عاشه الكاتب والروائي رشيد بوجدرة السنة الماضية، عندما أهين بطريقة مخزية أثارت تضامن العديد من الكتاب والروائيين والفنانين الجزائريين، ولماذا يتم استعمال كلمات هابطة وغير مسؤولة من قبل معدي برنامج " كاميرا خفية " لاسيما وأن هذه الحصص يشاهدها الجميع ولاسيما صغار السن، الذين قد يصابون بالذعر والخوف من شدة العنف الذي يشاهدونه يوميا، بل وأن هذه البرامج قد تزرع فيهم مثل هذه السلوكات المشينة، فيتحولون من دون قصد إلى أشخاص غير سويين ومزاجيين بل وحتى عنفوانيين، وبالتالي حان الوقت لوقف هذه المهازل التي أضحت تشوه صورة المواطن الجزائري، وتصوره على أنه إنسان عصبي وغير متخلق ومضطرب نفسيا ولاي تحمل النقد ... إلخ ولكم خير دليل على برامج " الكاميرا الخفية " في الفضائيات الأجنبية، حيث يظهر الضحية على إنسان رحيم ومتخلق وصاحب مواقف ومؤدب .. إلخ، وهنا تتجلى نوعية برامجهم وبرامجنا وثقافتهم وثقافتنا وحضارتهم وحضاراتنا، وأننا من دون أن نشعر نهدم أنفسنا من الداخل بهذه البرامج المقززة وغير المسؤولة ونسوق لأنفسنا من أننا مجتمع منحط ومتخلف وعصبي ... فمن يوقف هذه المهزلة ؟