دعا مثقفون وناشطون عبر بيان تم تداوله في مواقع التواصل الاجتماعي، إلى ضرورة التضامن مع الروائي الجزائري، رشيد بوجدرة، بحيث قدمت الدعوة إلى المجتمع المدني من حقوقيين وأكاديميين وإعلاميين، وإلى تدخل سلطة ضبط السمعي البصري، لمنع بث هذا النوع من البرامج المرعبة والمسيئة إلى القيم المجتمعية بشكل عام، وسيتم اليوم على الساعة 12 تنظيم وقفة احتجاجية امام مقر سلطة ضبط السمعي البصري بديدوش مراد. وأثار بث إحدى الكاميرات الخفية على قناة ”النهار” استياء كبيرا بالجزائر وخارجها، بحيث استضافت القناة الروائي الكبير، رشيد بوجدرة، على أساس تسجيل حوار معه، لكن حصل عكس ذلك، حيث ظهر صحفيان من القناة وهما يستفزان الروائي البالغ من العمر 78 سنة في حرياته الشخصية، بدون أدنى شرط من شروط أخلاقيات المهنة واحترافيتها، فعوض إنتاج كاميرا خفية ترفيهية مضحكة، شاهد الجمهور الجزائري كاميرا ترهيبية فيها السب والشتم والعراك والعنف الرمزي والمعنوي. ووصف المعلّقون الكاميرا الخفية بأنها إهانة لرشيد بوجدرة وللمثقفين والأدب ككل من قبل القناة الخاصة، بحيث انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي منذ الليلة الماضية، تعليقات تعبر عن الاستياء الكبير من طريقة التعامل مع الكاتب بوجدرة. ودعا الكاتب المعروف عاشور فني إلى ”مقاطعة قنوات التلفزيون”، والمثقفين إلى تحرير بيان تنديد بما وصفها ”الجريمة التي ارتكبت تحت مسمى الكاميرا المخفية، وكان ضحيتها الكاتب رشيد بوجدرة، ويوجه البيان للمثقفين والكتاب والإعلاميين والمحامين والأكاديميين من أجل الحذر”. كما طالب ”بإخطار المجلس الأعلى السمعي البصري بالواقعة وتطبيق قانون الإعلام، والحد من كمية العنف الرمزي والمعنوي في القنوات المحلية، والمبادرة بتنظيم تجمع للمثقفين والإعلاميين والمحامين والأكاديميين عند مبنى المجلس الأعلى للسمعي البصري، لإلزامه بتحمل مسؤولياته”. وخلال الحلقة، ظهر مقدما البرنامج وهما يسألان الكاتب بوجدرة عن إيمانه وعن إلحاده وقضايا شخصية، قبل أن ينصب له فخ بحضور رجال شرطة لاعتقاله، ليغضب الكاتب عندها، ويتشابك بالأيدي مع ممثلين كانوا يؤدون دور رجال الشرطة في البرنامج. بدوره، أكد الكاتب رشيد بوجدرة أنّه لم يوافق على بث الحلقة، وأنه يباشر إجراءات المتابعة القضائية للقناة ومعدي البرنامج، معتبراً أن القضية الآن تجاوزته وأصبحت قضية المجتمع الجزائري. وعلّقت الكاتبة الجزائرية ربيعة جلطي بالقول ”حزنت جداً حين عبثوا بالروائي رشيد بوجدرة.. لا غرو، فقد أمسينا نتفنن في صنوف الانتحار، ونتلذذ بثوانيه الأخيرة.. نقطع أعضاءنا عضواً بعد الآخر ونضحك مع الدم المتدفق من العروق المبتورة، إنه الانهزام العام، فليبحث كل واحد منا عن ضحية لطيفة، غير مؤذية، غير خطيرة، غير مسلحة، غير مفخخة، ليعذب ذاته بكل أمان من خلالها، ونضحك على أنفسنا من خلال بوجدرة وعبر ما نملك من رموز. وطالب رئيس جمعية ”الكلمة” الشاعر عبد العالي مزغيش، بموقف حازم وصريح، ضد ما تعرض له الكاتب الكبير رشيد بوجدرة، وبمحاسبة القنوات التي تستعمل الأسلوب ذاته لإهانة الشخصيات الثقافية والفنية والعلمية، وحتى المواطنين. في المقابل، سارع مدير القناة، أنيس رحماني إلى تقديم اعتذار رسمي إلى الكاتب، واعترف أن الحلقة تضمنت تجاوزات للأخلاقيات المهنية، وأعلن اتخاذ إجراءات وتحريات في ظروف وملابسات بث هذه الحلقة. ونشير أن العديد من برامج الكاميرا الخفية المعروضة في شهر رمضان تثير جدلاً كبيرًا في الجزائر، بحيث نشهد فيها كمية كبيرة من العنف الرمزي والمعنوي. ونذكر من بين الأسماء التي قدمت إمضاءات إولية، الإعلاميين حدة حزام واحميدة عياشي والشريف رزقي وعادل بوشرقين وحسين السعدي وزهور شنوف والأكاديميين عبد العزيز بوباكير وعاشور فني وعمر بوساحة وأحسن بشاني، أحمد شنيقي ومليكة بن دودة ومحمد بوحاميدي، وأيضا الشعراء عياش يحياوي وعبد القادر مكاريا وفيصل الأحمر.