انطلاقة مخيبة عرفتها أول أمس مختلف البرامج التلفزيونية الرمضانية للعديد من القنوات الفضائية الوطنية، حيث وفي الوقت الذي كان ينتظر فيه المشاهد الجزائري، برامج مسلية ومنوعات فكاهية مضحكة، بعد يوم كامل من الصيام المتعب والشاق، تفاجأ بنوعية الحصص و"السكاتشات" الرديئة والمنحطة، حيث غلب عليها التشابه في الفكرة والركاكة والابتذال. إذ وكملاحظة أولى اشتركت جميع الفضائيات حول فكرة " الكاميرا الخفية " التي أصبحت مملة وتصيب مشاهدها بالنرفزة والاشمئزاز، لكثرة العنف فيها والكلام الجارح.. إلخ، دون أن ننسى غياب الإبداع في العديد من " السكاتشات " التي امتازت كلها بالإطناب وغياب روح التشويق والتسلية، دون أن ننسى تكرار المواضيع الاجتماعية التي عالجتها مختلف القنوات، وقد تساءل العديد من المشاهدين الجزائريين، عن سبب هذا الانحدار في نوعية البرامج التلفزيونية، لاسيما وأنه قبل أيام أعلنت مختلف القنوات الفضائية الوطنية، عن مفاجآت كبرى ستسر المشاهدين الجزائريين، وأن هذا العام سيكون مغايرا ينسيهم خيبة الأمل التي عاشوها في رمضان 2017، لتتكرر نفس الأخطاء الماضية، وتسجل نفس الملاحظات، دون أن يستدركها المخرجون الجزائريون، ليصححونها ويصوبونها، بما يسمح في الأخير، بالرقي والنهوض بمستوى البرامج التلفزيونية الرمضانية، ومن البرامج التي تم برمجتها سهرة أول أمس، ولم تنل إعجاب المشاهدين، نذكر على سبيل المثال لا الحصر، برنامج " عس دارك يا مبارك " على قناة النهار، للشيخ النوي الذي يوهم الناس بأنه سيتم تهديم منازلهم لإنجاز مشاريع، وهو ما يثير غضب المواطنين، دون أن ننسى برنامج " الحبس " الذي تم فيه الإيقاع بالفنان " دي دجي ألكبون "، وبرنامج " دار التكسار " لقناة الشروق تي في، حيث تم في أول حصة الإيقاع بالفنان الشاب محمد بن شنات، وهي الحصة التي أثارت استغراب المشاهد الجزائري، لكثرة مشاهد العنف والكلام البذيء دون أن ننسى الكاميرا الخفية " طفرت فيك " لقناة دزاير نيوز، حيث أطاحت بالفنانة دليلة، وهي الحصة التي أثارت كذلك اشمئزاز وغضب المشاهدين، الذين اندهشوا لمستوى النقاش واستعمال ألفاظ في غير محلها لاسيما وأن هذه البرامج مخصصة لجميع الفئات العمرية للمواطن الجزائري، اللهم بعض البرامج المسلية التي استطاعت قناة " الباهية تي في " المحلية بوهران من إدخال جو من الفكاهة والضحك، من خلال برنامج " عايش بلاش " للمخرج رشيد نكاع والذي مثل فيه المسرحي المعروف محمد حيمور، مليكة يوسف، طابق محمد المعروف بحرودي، بلاحة بن زيان ...إلخ فما هو سبب هذا الانحدار في نوعية البرامج، ولماذا لم يتم إنتاج أعمال فنية جميلة وترفيهية، على غرار " عاشور العاشر " للمخرج جعفر قاسم، الذي شهد نسب مشاهدة عالية، من خلال الفكرة التي تم معالجتها ونوعية الحوار الراقية التي تم استعمالها، وحتى نوعية وطريقة الإخراج الكبيرة التي تم اتباعها، ويبقى الأمل معلقا على مسلسل " الخاوة " في موسمه الثاني، والذي قد يحفظ ماء الوجه دون أن ننسى باقي البرامج التي لم يتم الإفصاح عنها، وسيتم بثها مع مرور الأيام... ليبقى المشاهد الجزائري هو الخاسر، الذي سيجد نفسه في حالة ما إذا بقيت البرامج الرمضانية على مستواها الحالي، مضطرا لمشاهدة برامج ومسلسلات لقنوات عربية، اعتادت على تقديم أعمال كوميدية وسينمائية ضخمة وهو الأمر الذي لا نتمناه.