تغرق أسواق وهران هذه الأيام بفواكه موسمية غير مكتملة النضج أضحت تعرض بشكل مكتف خلال رمضان بالمحلات و في الفضاءات التجارية الفوضوية لكن بإحجام صغيرة و بلا مذاق أو بطعم يتغلب عليه تركيز الحموضة على غرار المشمش و الخوخ و البطيخ و حب الملوك رغم أنها تباع باسعار مرتفعة لا تلائم نوعيتها الرديئة ورغم أن الإقبال على شراءها تزايد في أولى ايام الشهر الفضيل الا أن البعض فضل الابتعاد عن استهلاكها وانتظار موسم جنيها الحقيقي حيث بدأ يتراجع البيع خلال الأسبوع الثاني من رمضان حسب ما اكده التجار بسوق الاوراس الذين اهتدوا إلى حيلة التخفيض من السعر تدريجيا في المقابل اكتشف المواطنون تلاعب الباعة والمنتجين الذين يروجون في عز رمضان فواكه غير ناضجة هذه الأساليب التي أضحت متكررة لدى بعض الباعة الانتهازيين لقيت ردود افعال سلبية من طرف المشترين الذين فقدوا ثقتهم في الباعة لاسيما وان هذه السلوكات المشبوهة تتضاعف في شهر العبادة و الصوم وهو ما أكدته لنا أمس سيدة دخلت في جدال مع صاحب طاولة بيع الخوخ بسوق لاباستي بعدما قامت برمي الكمية التي اشترتها من عنده من قبل بسبب طعمها المر على حد قولها وقالت هؤلاء لا يملكون اي ضمير ولا يحترمون هذا الشهر بالامس قال لي البائع " اشري و كولي ورحمي " واليوم يتحاشى الحديث عن فعلته وبحسب المتسوقين فان جل الفواكه لاسيما البطيخ" صامطة" وشراءها في الوقت الحالي على الأقل إهدار لثمنها فقط مع العلم أن هذه الفواكه طرحت بأسعار تتراوح ما بين 150و300دج للكيلوغرام وهذا ما اكده لنا رب عائلة لا يكفيه راتبه الشهري لاستكمال ما تطلبه ميزانية رمضان حتى يقع في شجع و احتيال بعض الباعة الذين لا هم لهم سوى تسويق منتوجاتهم الرديئة ما يفسر توسع نطاق ظاهرة إغراق السوق الوهرانية بفواكه غير ناضجة رغم ان شكلها مغري ويسيل لعاب الصائمين وهو ما وقع في فخه المواطن الذي استغرب من لون فاكهه الخوخ الأحمر لكن بطعم مر ورجح البعض الاخر امكانية وضع اضافات اخرى لهذه الفواكه التي لا تؤخذ الفترة الكافية من نموها الى غاية بلوغها مرحلة النضج قبل الجني البذور المعالجة جينيا و الإفراط في استعمال الأسمدة وراء تغير الطعم من أجل التعرف على الاسباب الكامنة التي تقف وراء ترويج هذه المنتوجات الفلاحية عديمة النكهة رغم أنها موسمية اتصلنا مع المختصين في مجال الحفاظ على صحة المستهلك والذين أكدوا لنا شكوكهم في طبيعة المواد التي تستخدم في زراعة الفواكه او الخضروات كالبذور والأسمدة وحتى البيئة المصطنعة المهيأة داخل البيوت البلاستيكية تلعب دورا فعالا في تغيير الطعم و الحجم وهو ما كشف عنه السيد زبدي مصطفى رئيس المنظمة الوطنية لحماية المستهلك في تصريح للجمهورية موضحا الاسباب والعوامل المساعدة في تغير طعم ولون بعض الخضر والفواكه عما كانت عليه في السابق مرجعاً ذلك اختلاف الأصناف من البدور ودخول أنواع جديدة غير الأصناف التي كانت تستخدم قديما منها لجوء الفلاحين الى استعمال البدور المعالجة جينيا لتحسين المنتوج و التي تجلب من الخارج ويتم غرسها في وسط غير ملائم وضرب مثال حول فاكهة الفراولة التي تسوق بطعم حامض خلال رمضان رغم ان موسمها انقضى منذ فترة معللا السبب إلى أنها محصول الزراعة البلاستيكية التي لا تأتي حسبه بنفس الثمار التي يتم جنيها في موسمها ومن البساتين الطبيعية ورجح احتمال الاستعمال المفرط و غير عقلاني للاسمدة الكيميائية عاملا مهما في تغير الطعم والحجم مبدياً تحفظه على تغير مذاق بعض الفواكه والخضار بسبب سوء النقل أو التخزين او ثلوت مياه السقي ولفت إلى أن الزراعة في المحميات أسهمت في تغير طعم الثمرة ولونها لزيادة التبقع ويطالب الجهات المختصة التأكيد على المنتجين والمزارعين ترشيد استعمال الاسمدة الكيمائية واللجوء إلى الزراعة العضوية ت ر