صاحبة الخوابي ... من أروع ما يأتي به أثير بيروت الثقافي... تتراقص بين الجرأة و دفء الكلمات و الموضوعية... «خوابي الكلام « هذا البرنامج العذب الذي أنا شخصيا من متابعيه... كيف تحضر عبير أسئلتها وتستدرج ضيوفها حد البوح بكامل المرونة و الشفافية ، اللعبة الإعلامية المحترفة ليست سهلة ، لكن عبير من وسط ثقافي، تقول أنها تعيش في غابة مثقفين إذا جاز القول هم يشكلون جميعا أصدقاء العائلة. نشأت ترعرعت وكبرت بينهم، بالنسبة لها تحضير البرنامج والأسئلة ليس سهلا تسأل عن الضيف و معارفه ومن عمل معه وعايشه لأن عدم معرفة من تحاور يفقد الحديث متعته و ينفر المشاهد، تبحث و تزور من أرشيف الصحف إلى الانترنت ولا تطارد شهرة ضيفها ،هناك إبداعيين وثقافيين يقيمون في الظل. من كبار المشهد شعراء في عائلتها ( عمها تحسين بك شرارة) وجدها و والد جدها الفنان التشكيلي عدنان بك شرارة ،تقول :«أعرف أن الشاعر الحقيقي والفنان يكنز ثقافة، يقرأ، يطالع، يتعلم ودائما يتواضع. بالنسبة إلى الضيوف, أنا أقرأ وأقرأ وأفتح «خوابي الكلام «على الضيف ،على تاريخه،على قريته ومكان إقامته وعلى موروثه الثقافي، على لغته، وتره، ريشته، صوته، لونه ودائما على صمته لو يقول؟! وأقول الاحتراف يحتاج إلى معرفه. « نحن عندما نتعامل مع كبار... مع نجوم ، لا يوجد لعبة إعلامية ، ربما تقنيا في الضوء والصوت والديكور . نعم، ولكننا في الثقافة نحن نقع في المباشر مع أساتذة وجها لوجه.» لم تحقق بهذا البرنامج بعد تطلعاتها إعلاميا و يمكن أن نرى عبير شرارة في نوافذ بعيدة عن الثقافة ... هذا البرنامج باب، وهي تدخل عالم الإعلام من هذا الباب . تقول «الثقافة باب من أبواب الإعلام وأتمنى أن أنجح وأريد أن انجح وأود من هذا البرنامج أن أطل على برامج أخرى ، عوالم أخرى، سياسية، إخبارية، ولكن أريد أن أقوم بتأسيس مدرستي....» تؤمن أن الصحفي ليس محققا، مهمته أن يوصل حقائق إلى الرأي العام. و هي تشتهي وتريد أن يكون مرآة الرأي العام ، وأن يكون لديها برنامج جماهيري: برنامج الجماهير، الناس. أن يقف البرنامج كل يوم في مقطع من الشارع وسط الشارع، بين الناس وأن يدعهم يقولون ويقولون حتى مطلع الفجر. لا تقتنع ببرنامج صباحي تقول ضاحكة:«ليس لأني لا أستيقظ باكرا»، بل تريد برنامجا تحضره الناس وليس وهما في أعمالهم. برنامج احتجاجي، ديمقراطي، حر، نزيه. وتقول أنّ كل برنامج هو ثقافي، الثقافة هي كل شيء، ما نتنفسه، وما نأكله وما نشربه، وما نسمعه وما نراه ثقافة. أما عن العوائق التي تواجه المرأة الصحفية غير ضريبة الشهرة المعروفة لدى القارئ،فهي بالدرجة الأولى إنها امرأة، القوانين التمييزية. في لبنان لا يوجد رئيسة مجلس،رئيسة حكومة، وزيرات ، نواب، قيادية إدارية ، الآن هناك بعضهن في الإدارة والقضاء . لا توجد سيدات رئيسات لأحزاب، نقيبات،المحاولات قائمة ! تقول :«ذات يوم كان هناك نقيبة محامين و رئيسة جمعية فنانين. لا توجد سيدة رئيسة اتحاد عمالي عام أو أمينة هيئة التنسيق النقابية. من يغطي المرأة الصحافية؟ من يشد على يدها؟ من يقف خلفها؟ العوائق كثيرة. و عن كتابها «الأنا غير المتوفرة حاليا» ، تقول : « العمل و « الأنا « هم أطفالي بلال وجاد... هما كتبا كل حرف، كل عاطفة ، كل سؤال، كل نقطة و فاصلة. هما موجودان في صورة حركة كل صفحة ، في كل لحظة ، في كل (أنا). « الأنا» غير متوفرة حاليا.. هي مشغولة ليس بصياغة الشهرة ولا ترتيب شعرها أو هندامها. « الأنا « موجودة في الحياة لتأكيد حضورها و للتعويض عن خسارة الوقت و فراق الأولاد والمساهمة معهم في بناء مستقبلهم. العمل كتاب، هو شعر أقل من الشعر وفق قوانين البحور والتفعيله و..و.. إنه موسيقى وإيقاع متفلت من القوانين يقع تحت البنود الجزائية لقانون العاطفة لأولادي، للوقت، للفراغ ، للمستقبل. « الأنا « متوفرة لبلال وجاد وكي أعمر أحلامي وأكتب حياتي وأشجاري وعصافيري. « الأنا « تفتح بابا لكتب أخرى علني أنجزها وأكتب حتى مطلع الفجر... »