أبرزت المخرجة الجزائرية ياسمين شويخ رسائل هامة حول الموت و الحب و الإقبال على الحياة في فيلمها * إلى آخر الزمان* الذي ينافس على إحدى جوائز الوهر الذهبي بمهرجان وهران للفيلم العربي . الفيلم الذي عرض سهرة أول أمس بقاعة المغرب شهد حضور جمهور كبير من عشاق السينما، حيث تفاعل مع حيثيات العرض الذي جرت وقائعه بمقبرة* سيدي بولقبور * بين *علي * حفار القبور و* الجوهر * المرأة التي قدمت من أجل زيارة قبر شقيقتها ، لتقرر بعدها العيش في منزلها و التحضير لمراسيم جنازتها بنفسها، ما يجعلها تطلب المساعدة من علي الذي يخرج من المقبرة أخيرا إلى الشارع و المحلات لاقتناء لوازم الجنازة للجوهر ، ومع تطور الأحداث وتعدّد اللقاءات بين * علي* و* جوهر*،تنشأ علاقة عاطفية بين الطرفين، منبتها *المقبرة* رمز الموت، كما لو أن المخرجة أرادت أن تقول للمتلقي أنه ينبغي على المرء أن يتشبث بالحياة إلى آخر لحظة ،ولأن جوهر في عقدها السابع، ترفض طلب علي الزواج منها، فيطلب منها الابتعاد عنه ، وعبر هذا الخيط، يتابع المشاهد وضع المرأة في مجتمع، تظهره المخرجة * متعصبا ومتخلفا* من خلال صورة ساخرة أحيانا وناقدة أحيانا أخرى، وتركز على بعض الاعتقادات والسلوكيات البائدة، التي كانت تجد لها مكانا في المجتمعات المتخلفة. فكرة المخرجة كانت واضحة في ضرورة التشبث بالحياة بها إلى آخر لحظة ، علما أنها اعتمدت على فريق من الممثلين المحترفين معظمه من المبتدئين، باستثناء الفنانتين نوال إيمان وجميلة عراس، و إسناد البطولة للمسرحي المعروف بوجمعة جيلالي الذي أدى الدور الرئيسي * علي* حفار القبور في الفيلم.