يشتهي الكثير من المستهلكين أكل الزيتون «المشرَح» على الطريقة التقليدية رغم اكتناز الأسواق بمختلف أنواع الزيتون المحلي والمستورد ، مَا دفع بالعديد من الباعة إلى ضمَه لقائمة بقية الأنواع المعروضة على الطاولات . توجهت الجمهورية نحو سوق الأوراس أين توقفنا أمام أكثر من بائع كان يعرض على طاولته مختلف أنواع المخلَلات و لاحظنا خلال مدة لا تقل عن 5 دقائق إقبال عدد من الزبائن على شراء خليط من أنواع الزيتون والفلفل الحار المخلل وطلب وزن و فصل الزيتون المشرَح عن بقية الأنواع ، وقد أشار أحد الزبائن أنه يشتري هذا النوع بطلب من جدَته التي لا تفضل أكل غيره ، و قد حالت الظروف دون تحضيره بيديها كما كانت تفعل خلال السنوات الأخيرة . فيما أشارت سيدة أخرى أنها تشتهي أكل الزيتون المحضَر بالطريقة التقليدية و إذ ترى أنَها صحية إلى حد ما مقارنة ببقية الأنواع التي تعتمد على مواد كيميائية حتى تصبح طازجة في مدة زمنية قصيرة ، بعد ذلك توجهنا نحو طاولة أخرى تتوسط سوق الأوراس أين كان هناك شاب يعرض بيع «الببوش» و الزيتون المشرَح إذ وجدناه بصدد فتح دلو آخر بعد أن انتهى من بيع ما كان بالدلو الأول و بدأ بوزن و تعبئة الزيتون عبر أكياس صغيرة منها ما وزن 250غ و منها أكياس أخرى تزن 500غ ليعرضها للبيع مقابل 100دج و 200دج ، و يشير البائع أنه يقوم بشراء الزيتون أيام الجني كل سنة مقابل 100دج للكلغ الواحد، و تقوم والدته بالتشارك مع أخواته بغسله جيدا من الغبار ، ثمَ يقمن بتشريحه بواسطة السكين «حبَة بحبَة» ثم وضعه بدلآء و قارورات و تغيير مياهها بين أسبوع و آخر مع إضافة أوراق الغار «الرند» و قشور الزيتون و يقمن بتذوقه بين الفترة و الأخرى إلى أن يصبح طازجا و يختفي ذلك الطعم المَر و حينها يقمن بتغيير ماؤه لآخر مرة يتم خلالها إضافة الملح ، و يضيف محدثنا أنَ والدته اعتادت منذ سنوات على تحضير الزيتون بهذه الطريقة من اجل استهلاكه وقد وجد فيه هو الآخر مصدر قوت لعائلته .