تجلب منطقة حمام ملوان السياحية ( شرق ولاية البليدة) يوميا و منذ حلول موسم الاصطياف مئات العائلات التي تفضل الطبيعة الجبلية الهادئة على زحمة و صخب شواطئ المدن الساحلية، فتغلب على طول ضفاف الوادي أجواء مميزة، حتى لو عكرتها أحيانا التصرفات غير المسؤولة لبعض زوار المنطقة. وتمنح التضاريس الجبلية لقاصدي حمام ملوان و حتى قبل الوصول إلى مكان الاستجمام المنشود ( الوادي و وصولا إلى منطقة المقطع الأزرق) فرصة الاستمتاع بلوحة طبيعية تحبس الأنفاس ،فقمم الجبال التي تعانق السحاب تبدو و كأنها تفتح ذراعيها للزوار ترحيبا بهم في مكان يجلب إليه يوميا الآلاف بعيدا عن صخب و ازدحام المدن و الشواطئ . و تُنسي اللوحة الطبيعية الجبلية لحمام ملوان زائريها عثرة الطريق المؤدية إلى هذا الفضاء السياحي ، فبعد تجاوز بنايات عدل ببوينان بطرقها المهترئة كونها مازالت قيد الأشغال، تنحسر مناظر التوسع العمراني تدريجيا فاسحة المجال لنظرة شاملة على مرتفعات سيدي سرحان و تباينات، و القادم من عاصمة الولاية أو من ولاية الجزائر ( 40 كلم جنوب العاصمة) يمكنه أن يتمتع بعدها بجمالية أفق مرتفعات الأطلس البليدي في انتظار الوصول إلى الوجهة النهائية «وادي حمام ملوان « ، أو مواصلة السير إلى غاية المقطع الأزرق». وحسب عديد من رواد المنطقة ، فإن تغييرات عدة سجلت بحمام ملوان جعلتهم يفضلونها كوجهة أولى لهم خلال موسم الاصطياف، حيث يحرص عشرات الشباب الذين استفادوا من عقود كراء الخيم و مساحات ركن المركبات على نظافة محيط الوادي بجمع مخلفات الزوار طيلة اليوم ،كما يعمل هؤلاء على مرافقة الأسر في اختيار الأماكن التي ترغب في حجزها للاستمتاع بمياه الوادي العذبة. و تعرف كذلك حافة الطريق المؤدي لضفاف الوادي انتشار باعة الجبن التقليدي و خبز المطلوع و عديد الفواكه الموسمية، و غالبية هؤلاء الباعة أطفال ومراهقون يسعون لجلب أكبر عدد من المشترين الذين يجدون في تلك المنتجات لذة المنتج الجبلي الأصيل الذي يعود بهم إلى سنوات مضت، أما الجبْن المصنوع بطريقة تقليدية فينافس مذاق كل الأجبان المعروضة في أكبر المساحات التجارية ، و يباع بأثمان تختلف حسب الكمية التي يريدها الزبون،كما احتفظت المحلات المحاذية للطريق المؤدي لضفاف الوادي و الحمام القديم بالمكان بشهرتها في بيع الأداة الإيقاعية القديمة ‘' الدربوكة'' و بأحجام مختلفة ليتراوح سعرها ما بين 250 دج ليصل إلى 800 دج.