إعتبر التقني الفرنسي ألان ميشال أن الحديث عن الإحتراف في الجزائر سابق لأوانه، حيث سيتطلب المزيد من الوقت حتى يمكن الحديث عن احتراف البطولة. وأضاف مدرب مولودية بجاية الذي أشرف على ست فرق جزائرية منذ أول تجربته في الجزائر مع فريق شبيبة بجاية، أن المستوى الفني للاعبين تطور مقارنة ببداية تطبيق الإحتراف في الجزائر، إلا أن الأندية بعيدة وتحتاج لدينامكية وعمل ممنهج على مستوى التسيير الذي يعتبر حسبه النقطة السلبية الوحيدة على مستوى غالبية الأندية الجزائرية التي تفتقر إلى المكتسبات المادية وغالبية مصادرها من إعانات الدولة، وهو ما يتنافى والمعايير المعمول بها فالإحتراف يحتاج لأن تكون هناك مادة خام يتم ترويجها تكون بمثابة مصدر مادي للنادي، وهو ما لا يتوفر حاليًا. كما تطرق من خلال حواره مع جريدة «الجمهورية» إلى أهم الشروط التي يتوجب تطبيقها كما أبدى رأيه حول تعيين المدرب جمال بماضي ناخبا وطنيا جديدا مكان رابح ماجر وكذا القائمة التي استدعاها لخوض مباراة غامبيا ضمن الجولة الثانية لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2019 بالكاميرون. @ كيف ترى الكرة الجزائرية بعد مرور 8 سنوات على دخولها عالم الإحتراف وأنت شهدت على أول موسم تحترف فيه البطولة المحلية ؟ ^ هناك عدة أمور تحتاج للكثير من الوقت، إذا كنت تتكلم على الجانب الفني للاعبين فهناك تطور ملحوظ للكفاءات المحلية، من لاعبين ومدربين وحتى بعض المسيرين، لكن الأمر ليس سهلاً كما يعتقد البعض، لأن الإحتراف لا يزال في بداية طريقه، ويحتاج لسنوات أخرى حتى يمكن القول أن البطولة الجزائرية أصبحت محترفة مئة بالمئة، ففي أوروبا تطلب الأمر الكثير من المجهودات والتضحيات بالإضافة إلى عامل الوقت حتى أصبحت هناك فرق محترفة، وهناك أندية كبيرة بالقارة العجوز استهلكت عقدين من الزمن حتى تمكنت من مواكبة هذا النظام، وهناك فرق عريقة عجزت عن التحول من الهواة إلى الإحتراف، وذلك راجع لسياسة هذه الأندية التي تخشى المجازفة، فلا يمكن الحديث عن بطولة محترفة بمجرد مرور بعض السنوات تحت ذات المصطلح. @ حسب نظرك ماذا تحتاج البطولة الجزائرية حتى تصبح محترفة ؟ ^ أولا كما قلت عامل الوقت فلا يمكن تغيير المنظومة برمتها بين ليلة وضحاها، ضف إليها إستراتيجية التسيير وكذا اللوازم التي تمهد الطريق لدخول هذا النظام، من أبرزها المرافق والوسائل البيداغوجية التي يحتاجها الفريق، فمن غير المعقول أن نقول ناد محترف وهو أصلا لا يملك مركز تكوين للفئات الشبانية، فغالبية الأندية الجزائرية تتدرب على الملاعب التي تخوض فيها مبارياتها، وفئاتها الصغرى تتدرب على الملعب نفسه مناصفة بين جميع الفئات، كما أن التسيير للفئات الشبانية يحتاج لإمكانيات كبيرة تضاهي إمكانيات الأكابر، ومن ثمة هناك عامل آخر مهم ويتمثل في المصادر المادية، فالإحتراف يتطلب أن تكون خزينة النادي مدعمة بالأموال وتكون معلومة الوجهة، ونحن نعلم أن جميع الفرق الجزائرية مصادرها المادية من الدولة، وهو ما يقيد حركاتها وحريتها ويجعلها عاجزة عن التحرك بكل حرية، مثلما هو الحال في أي شركة اقتصادية التي تصنع وتروج لمنتوجها حتى تكسب السوق ويصبح ذلك منبع يغذي الخزينة بأموال يمكن استثمارها في جوانب أخرى، وهذا ما ينقص الفرق الجزائرية. @ هل تقصد أن البطولة الجزائرية واقعيا لا تزال هاوية ؟ ^ لا لم أقل أن البطولة الجزائرية هاوية، لكنها في طريق الدخول إلى عالم الإحتراف ولن يحدث هذا بين ليلة وضحاها بل يتطلب الكثير من الوقت والجهد والتضحيات حتى تدرك الأهداف، فالتسرع يجعل من المشروع فاشلاً، ولذا يتوجب أن تكون الأمور بصفة تدريجية، فعندما تقود السيارة يتوجب عليك المرور من مرحلة لأخرى حتى تدرك السرعة التي تريدها، هذا هو حال الإحتراف، على الأندية اعتماد سياسة التكوين وخلق مكتسبات شخصية وبضاعة تكون بمثابة مصدر مادي دون اللجوء إلى إعانات الدولة، وكذا البحث أيضًا عن مصادر مادية أخرى من «سبونسوريغ» وكذا عقود استثمار أخرى خارج المجال الرياضي مثلما هو الحال في بعض الدول العربية، وفي الجزائر هناك أربع فرق أو خمسة في الوقت الراهن التي يمكن أن تكون أندية حترفة. @ لنتطرق إلى تعيين بلماضي على رأس «الخضر»، هل هو إختيار صائب حسب رأيك ؟ وهل يمكن إعتبار خبرة بلماضي في قطر معيار حقيقي على رأس الطاقم الفني للأفناك ؟ ^ اعتقد أن بلماضي يدرك مثلي ان البطولة القطرية ليست معيارًا حقيقيا للتقييم، لكن لا تنسى أن هذا المدرب قبل أن يصبح مدربًا كان لاعبًا وخاض تجاربا كثيرة بالبطولة الفرنسية مع أعرق الأندية حينها، وأقصد فريق مرسيليا الذي كان بلماضي من أبرز لاعبيه وخاض معه جميع البطولات المحلية والأوروبية، كما أن جمال يملك شخصية قوية وهي ما جعلت منه مدرب جيد وهو يدرك جيدًا أن مهمته على رأس المنتخب الوطني لن تكون سهلة لكنه سيجتازها بفضل خبرته كلاعب وقرب سنه لغالبية العناصر الوطنية. @ ما هي النصيحة التي توجهها للناخب الوطني وما تعليقك على قائمة غامبيا الخالية من لاعبي البطولة الوطنية ؟ ^ نصيحتي لبلماضي هي أن يتريث في اتخاذ القرارات وعدم الإكتراث كثيرًا للإنتقادات، وأما فيما يخص القائمة التي استدعاها لخوض مباراة غامبيا فهذا لا يمكنني التعليق عنه لأنه هو يرى الأمور أوضح مني أنا وإن كانت خياراته التكتيكية تتطلب منه قائمة مماثلة فيجب علينا احترامها لأنه مسؤول عن قراراته.