اختلفت آراء ومواقف عدد من اللاّعبين الجزائريين الذين انطلقوا من البطولة المحلية نحو الإحتراف، حول عوامل النجاح وأسباب الفشل، فاعتبر البعض بأن الأندية الأجنبية لا تظلم اللاّعبين ومعيارها الوحيد هو الكفاءة، وبأن واقع كرة القدم الجزائرية تكشفه بأمانة خيارات الأندية الأجنبية، كما أن ضعف البطولة الوطنية يؤدي حتما إلى تراجع مستوى اللاعب المحلي، بينما أرجع عدد من اللاّعبين الذين تحدّثت إليهم ''الخبر'' أسباب الفشل إلى بعض المعايير غير الرياضية. عبد الرؤوف زرابي ''العنصرية أهم أسباب فشل اللاّعب الجزائري في أوروبا'' قال عبد الرؤوف زرابي اللاّعب الدولي السابق إن ثمّة عدّة عوائق تحُول دون نجاح اللاّعب الجزائري في أوروبا، مضيفا بأن اللاّعب مطالب في أول تجربة له، بالصبر والعمل وتجاوز الصعاب. وأضاف زرابي ''لا يوجد لاعب جزائري تنقّل من البطولة الوطنية إلى أوروبا لم تعترضه مشاكل، مهما كان وزنه، فهناك موسى صايب وعبد الحفيظ تاسفاوت وياسين بزّاز وغيرهم، واجهوا بعض المشاكل، غير أنهم لم يفقدوا الأمل إلى غاية فرض وجودهم في أنديتهم''، مشيرا ''حين تتنقل من الجزائر، تجد نفسك أمام عالم جديد، تختلف فيه الثقافة والدين والعادات وظروف العيش، وهي أولى العقبات التي تؤثّر على نفسية أي لاعب وتجعله يفتقد أهله وأصدقاءه، ثم هناك التنافس على المناصب وهو المشكل الذي يكون قد واجهه مترف في ديجون رغم قدراته الكبيرة، لأنك تجد لاعبين ممتازين من كل الجنسيات، ويتعين عليك إقناع المدرّب، ثم ضمان مكانة أساسية من أصل 35 لاعبا في الفريق لتفادي اللّعب في الفريق الإحتياطي''. واعتبر زرابي، الذي دعا الجماهير الجزائرية إلى الإبتعاد عن العنف، بأن العنصرية من أهم المشاكل التي تواجه اللاّعب غير الأوروبي، مستدلا بفضيحة ''الكوطات'' للمدرّب الفرنسي لوران بلان، مضيفا ''يمكن أن تجد مدرّبا يتعمّد تهميشك في الفريق، ويمكن أيضا أن تواجه خلافا مع اللاّعبين، إنها جزئيات تحدّد عادة مستقبل اللاّعب وتحكم مدى نجاحه أو فشله''. أما عن تكوين اللاّعب الجزائري القادم من البطولة المحلية، فاعتبر عبد الرؤوف زرابي بأن اللاّعب الجزائري خاصة والمغاربي عامة يملك مؤهلات فنية عالية ''إنها موهبة من المولى عز وجل، وهي الموهبة التي لا يمكن أن يمنحها لك أي مدرّب أوأي برنامج تحضيري، وبالمقابل، فإن اللاّعب الجزائري يتحسّن بدنيا بالبرامج التحضيرية ويطوّر أيضا قدراته التكتيكية''، مضيفا ''هناك عدة مدربين جزائريين لا يقلّون شأنا عن الأوروبيين، وقدّموا لنا في الجزائر أحسن تكوين، على غرار مزيان إيغيل ورشيد شرّادي ورشيد بوعرّاطة وغيرهم.'' شريف الوزاني ''لدينا لاعبين موهوبين يرفضون التضحية والجديّة ولا يحبون تطوير مستواهم'' أكد لنا القائد السابق للخضر شريف الوزاني، أن سبب عدم تألق اللاعبين المحليين في البطولات الأوروبية، يعود بالدرجة الأولى لرفض هؤلاء العناصر التضحية والمثابرة، خاصة في التدريبات، فقال: ''رغم أن بعض اللاعبين المحليين لديهم إمكانات كبيرة وموهبون بالفطرة، إلا أن اللاعب الجزائري يفتقد لروح التضحية والجدية في العمل، كما يقوم به اللاعبون المحترفون، حيث اعتاد لاعبونا على التدريبات الخفيفة، ولا يرضون بتكثيف العمل وإرهاق أنفسهم، لدى تجدهم دائما يعودون بسرعة للعب في البطولة المحلية، التي يجدون فيها كل التسهيلات''. وكشف المدرب السابق للمولودية، أن اللاعب المحلي، يبقى يحتاج للصرامة في العمل: ''ففي جل البطولات الأوروبية وحتى الهاوية نجد الفرق تتدرب بريتم عال جدا، عكس ما هو موجود في بطولتنا، حيث تجد اللاعب دائما يشتكي من رفع حجم العمل، ويرفض الاجتهاد في التدريبات وهوما يجعله يعتاد على ذلك، حيث أنه لا يتأقلم مع وتيرة العمل في أوروبا''. كما صرّح محدثنا قائلا: ''في الجزائر يجد اللاعب كل الامتيازات، ويتحصل على أموال باهظة لا تعكس مستواه الحقيقي، ما يجعله يكتفي بالمردود الذي وصل إليه، حيث هناك حب للأموال وليس للكرة، لذا يسارعون في العودة إلى أرض الوطن بما أن كل الظروف متوفرة''. وقد طلب سي الطاهر من اللاعبين المحليين أن يجتهدوا أكثر حتى يصلوا للمستوى المطلوب ويكون بإمكانهم اللعب في أي فريق، ''وشرط ذلك التضحية في العمل، لأن مسيرة اللاعب قصيرة ويجب أن يستغل الفرصة ليتألق ويطور مستواه''. أما عن تجربته خارج الجزائر، عندما لعب في تركيا وفي المغرب، قال: ''كنت أحلم باللعب في أوروبا وكانت لدي اتصالات من فرنسا، وإسبانيا وحتى إيطاليا عن طريق نادي بارما، إلا أن القوانين التي كان معمولا بها، بإشراك ثلاثة لاعبين أجانب، صعب علي الالتحاق بهذه الأندية، لذا توجهت لتركيا لكن المستوى هناك كان منخفضا ما جعلني أقرر العودة لفريقي المفضل مولودية وهران، ثم لعبت للرجاء البيضاوي بعض المواسم''. محمد عمرون (لاعب مولودية قسنطينة) ''لعنة الإصابة أفشلت مسيرتي الإحترافية'' وصف لاعب مولودية قسنطينة حاليا محمد عمرون أن الحظ لم يكن إلى جانبه حين خاض أول تجربة إحترافية في الخارج، مرجعا ذلك للعنة الإصابة التي حرمته من خوض هذه التجربة التي طالما انتظرتها طويلا ''شخصيا أرى أن الحظ خانني في أول تجربة خضتها في أوروبا، حيث تلقيت في لقاء الإفتتاح في البطولة البلجيكية مع فريقي ''مونف'' إصابة خطيرة جدا أبعدتني لمدة طويلة على الميادين، وفوتت علي فرصة الإحتراف في الخارج''، مواصلا الحديث ''إندماجي في هذا الفريق كان سهلا وتمكنت خلال التحضيرات للموسم آنذاك من فرض وجودي ما جعلني أدخل ضمن خيارات الطاقم الفني في أول مباراة، لكن الحظ فعل فعلته بي وحرمني من هذه التجربة''. وحول أسباب فشل بعض اللاعبين الجزائريين في تجربة الإحتراف رد عمرون ''أظن أنه لا يوجد لاعبون كثيرون خاضوا مثل هذه التجربة، فبالعكس اللاعب الجزائري قادر على فرض نفسه والأمثلة كثيرة في صورة صايب، تاسفاوت، صايفي وغازي، حيث تركوا جميعا انطباعا حسنا أينما حلوا خلال تجربتهم في الخارج''. اللاعب الدولي السابق - محمود فندوز- ''ضعف البطولة وراء تراجع الطلب على الجزائريين'' قال اللاعب الدولي السابق، محمود فندوز، إن طلب الأندية المحترفة على اللاعبين الجزائريين، يبقى متواضعا، مبررا تقديره، بضعف البطولة الوطنية. وأوضح، المدرب السابق، لنادي مارتيغ الفرنسي، في تصريح ل''الخبر''، أنه لا يتوقع أن تطلب أندية معروفة، مثل باريس سان جرمان ومرسيليا خدمات لاعبين جزائريين، ينشطون في البطولة الوطنية، مشيرا إلى أن العروض التي تصل اللاعبين المحليين، تأتي من أندية القسم الثاني والأقسام الدنيا. وقال فندوز، إن ضعف التكوين في الأندية الجزائرية وتواضع مستوى البطولة الوطنية، لا يسمحان بتلقي اللاعبين الجزائريين المحليين عروضا هامة من أندية معروفة، بسبب تراجع المستوى الفني لهؤلاء، مما أفقدهم تقدير الأندية القوية، بحسبه. وبخلاف الوقت الحالي، قال المتحدث، إن الطلب كان كبيرا على اللاعبين الجزائريين، في الماضي، من أندية معروفة وقوية في أوربا، إلا أن العروض لم تتجسد، بسبب القانون الذي كان يمنع احتراف اللاعبين الجزائريين إلا بعد بلوغ سنهم 27 عاما. وذكر أنه اضطر إلى انتظار بلوغ سن ال 30 للاحتراف في نادي مارتيغ الفرنسي، وهو الفريق الذي لعب له لموسمين، بامتياز، لأنه خضع إلى تكوين قوي سمح له بفرض نفسه في هذا النادي الذي كان يتمتع بسمعة كبيرة في فرنسا، مثلما تابع يقول. جمال مناد ''العدَاء ضد العرب والمسلمين ليس مبررا'' فسر اللاعب الدولي السابق، جمال مناد فشل تجربة احتراف اللاعبين الجزائريين في الخارج، بتواضع مردود هؤلاء قياسا بمقتضيات الاحتراف. وقال مناد في تصريح ل''الخبر''، إن اللاعبين الجزائريين لا يفرضون أنفسهم في الأندية التي يختارون اللعب فيها، موضحا أن الأندية المحترفة، لا تراعي إلا الاستعدادات الفنية والبدنية للاعبين في الرهان عليهم في المقابلات، وقال أنّ لا أحد يصدّق اللاعبين الذين يتحججون باعتبارات أخرى عند استفسارهم عن سبب فشلهم، داعيا اللاعبين إلى الاعتراف بمحدودية مستواهم والكف عن مغالطة الرأي العالم بالقول إن الأندية التي لم ينجحوا فيها، تمارس التمييز العنصري أو تعادي العرب والمسلمين. وقال المدرب السابق لشبيبة بجاية، إن السياسة ليس لها وجود في الأندية التي تبحث عن التألق، مشيرا إلى أنه لم يصادف في مشواره الطويل، أي مدرب يحجم الرهان على أفضل لاعبيه للفوز بالألقاب والكؤوس، ملفتا الانتباه، إلى أن الأندية المحترفة تختار اللاعبين الذين يقاتلون فوق الميدان، ويقبلون التضحية من أجل الفوز، في تفسيره لفشل التجربة الاحترافية لأغلب اللاعبين الجزائريين. وعن سؤال حول مشواره الخاص، قال المدرب، إنه يتعين تحديد مقياس نجاح التجربة الاحترافية، فبحسبه، يوجد شقان للنجاح، المال والشهرة، وأوضح اللاعب السابق، أنه اختار في أول تجربة احترافية له بعد بلوغه سن 27عاما، اللعب في بطولة فرنسا ضمن نادي نيم أولمبيك (الدرجة الثانية)، من أجل المال، ليقرر تغيير الهدف بالبحث عن ''البرستيج''، عندما اختار اللعب في بطولة البرتغال، حاملا ألوان نادي فالاميكاو قبل أن يقرر تغيير الأجواء، مدافعا هذه المرة، عن ألوان النادي البرتغالي العريق بيليسنسي الذي كان يلعب دائما من أجل احتلال المركز الثاني، ملفتا الانتباه إلى أن إنقاذه لنادي فالاميكاو من السقوط جعل مدرب بيليسنسي يلح على ضمه إلى تشكيلته، مذكرا أنه عُيّن خامس أفضل هداف في بطولة البرتغال مع نادي فالاميكاو برصيد 15 هدفا. واختار مناد في آخر محطة احترافية له اللعب في نادي النجمة السعودي، واحتفظ مناد بذكرى جميلة تتمثل في مساهمته في صعود هذا الفريق إلى القسم الممتاز، برغم أن اختياره للعب في السعودية كان بدافع المال، بسبب اقتراب مشواره الرياضي من الانتهاء وقتها، وهذا أيضا نجاح في تقديره. ه. ش جابو ''لم أحترف في سويسرا بسبب شروط العقد وليس لضعف مستواي'' أكد لاعب وفاق سطيف عبد المومن جابوأن اللاعب الجزائري لا تنقصه الإمكانيات البدنية ولا التقنية للاحتراف في أوربا، أو البطولات العربية المعروفة، غير أنه رهن ذلك بعقلية اللاعب في حد ذاته، فإن لم يكن يفكر في الإحتراف وتحسين مستواه فلن يتمكن من الاندماج في أي فريق مهما كان، ورغم الفارق الشاسع في الإمكانيات المادية بين الجزائر والدول الأوربية، فإن جابو اعتبر ذلك نقطة قوة للمحترف قائلا ''الإمكانيات المادية تسهل على أي لاعب تطوير مهاراته الكروية وتسمح له بأداء جيد، وتوفيرها يمنع على اللاعب التفكير في غير الكرة والملاعب''. وعن عدم خوضه لتجربة احترافية في إحدى الفرق التي اتصلت به خاصة فريق سيون السويسري، فقد أرجع جابو ذلك إلى عدم الاتفاق حول شروط معينة في مدة العقد، خاصة وأن عقده يمتد إلى 2012 مع وفاق سطيف. سطيف: عبد الرزاق ضيفي فريد غازي ''عانيت مع بيران بسبب صيام رمضان'' أبدى اللاعب المحترف ومهاجم المنتخب الوطني السابق، فريد غازي، رضاه عن تجربته الاحترافية، رغم إقراره ببعض الصعوبات التي واجهها مع نادي '' تروا'' الفرنسي، وتحديدا مع المدرب ''ألان بيران'' مدّة سنتين من أصل 4 سنوات قضاها مع النادي، وهي الخلافات والصعوبات التي أرجعها ابن فالمة إلى ''صوم رمضان'' كما قال. وعن إخفاق اللاعبين الجزائريين الذين سلكوا درب الاحتراف في السنوات الأخيرة، قال غازي بأنّ من جملة الأسباب، ''تعوّد اللاعبين على انعدام الاستمرارية في المنافسة محليا فبطولتنا ضعيفة وتتميز بالتذبذب، وأحيانا اللاعب يبقى أربعة أسابيع دون منافسة وهوما يؤثر عليه بشكل سلبي على مستواه، وإن احترف لا يستطيع مواكبة وتيرة الأندية المحترفة التي تعرف برمجة مكثفة من حيث التدريبات والمنافسة''. كما أشار أيضا إلى هاجس الإصابات التي تطاردهم. فالمة: إبراهيم غمري