تحسبا لفصل الشتاء القادم ، باشرت إدارة الديوان الوطني للتطهير بولاية مستغانم في الآونة الأخيرة، في عملية تطهير وتنظيف واسعة لمجاري المياه وقنوات الصرف الصحي عبر العديد من الأحياء والمحاور بمختلف مناطق الولاية بهدف تسهيل عملية تصريف المياه المستعملة، خاصة مع اقتراب فترة التساقطات المطرية. حيث تبقى البالوعات النقطة السوداء بمستغانم عند تساقط الزخات الأولى من المطر، إذ يتم تسجيل عدّة حالات انسداد للمجاري والبالوعات. هذه العملية و بغية تحقيق الأهداف المرجوة منها انطلقت بالتنسيق مع عدة مصالح منها البلديات و مديرية الري والجزائرية للمياه، من خلال إعداد خريطة عمل، تتدخل بموجبها فرق العمل عبر النقاط السوداء لتنظيف الأقبية والممرات ومجاري المياه المستعملة، حيث بدأت العملية بمختلف أحياء مدينة مستغانم و شملت لحد الآن تنقية 16800 بالوعة و أسفرت عن رفع أطنان من الأتربة والأحجار ومختلف المواد الصلبة التي كانت تسد مجاري المياه ، والتي غالبا ما اشتكى منها السكان، الذين عانوا من انسداد البالوعات وما شكّلته من تأثيرات سلبية على المحيط و البيئة ولا تزال العملية متواصلة و يتم حاليا التركيز على النقاط السوداء التي شهدت خللا في صرف المياه خلال سقوط الأمطار. كما تم تدعيم حواف الطرق بالإسمنت للقضاء على الأتربة، التي غالبا ما تكون السبب في انسداد البالوعات والمجاري ما ينتج عنه وقوع فيضانات أو تسربات للمياه في فصل الشتاء.و حسب أحد عمال ديوان التطهير ، فان سبب تجمع المياه عبر مجموعة من النقاط السوداء خلال سقوط الأمطار يعود إلى غياب نظام صرف مياه الأمطار و الحالة المتدهورة للأنفاق الأرضية المخصصة لصرف المياه مضيفا أن الإشكالية الرئيسية لبعض القنوات هو تحويلها إلى مفرغة عمومية لمختلف أنواع النفايات الصلبة، وبسبب تقاعس عمال النظافة للبلديات لتنظيف البالوعات والمسالك قبل حلول موسم الخريف خاصة مع ما تفرزه الورشات المفتوحة لمختلف مشاريع البناء عبر بلديات الولاية، تحوّل مياه الأمطار مجراها لتتشكل السيول التي تغرق الطرقات والشوارع، بالإضافة إلى عدم احترام المقاولين لتقنيات البناء حيث يتم سد كل المسالك وحتى المداخل الرئيسية لبالوعات الصرف الصحي في غياب المراقبة التقنية، الأمر الذي يزيد من تدهور الوضع.