شهد، الصالون الدولي للكتاب نهاية الأسبوع، تنظيم ندوة تاريخية تزامنا والاحتفالات بذكرى أول نوفمبر، انصبّت حول موضوع تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية الديمقراطية وعملها الدبلوماسي لاستقلال الجزائر، نشطها مؤرخون جزائريين وأجانب على رأسهم المؤرخ عبد المجيد مرداسي والدبلوماسي السابق محمد خلادي والمؤرخ الصيني كسين ديونغ والمؤرخ الأمريكي ماتيو كونلي. عرف الصالون الدولي للكتاب خلال عطلة نهاية الأسبوع توافدا كبيرا للزوار، خاصة من فئة الأطفال الشغوفين بمطالعة الكتب وبحثا عن الكتب شبه المدرسية، كما شهدت أغلب أجنحة الصالون توافدا للزوار من مختلف الأعمار، وشكّل تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية وعملها الدبلوماسي لاستقلال الجزائر موضوع مائدة مستديرة نشطت أوّل أمس. وتوقّف عبد المجيد مرداسي، صاحب إصدار *الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، مهمة تاريخية*، عند تأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية سنة 1958 التي أكّد، أنها *منبثقة من التوجهات السياسية* لمؤتمر الصومام سنة 1956، انطلاقا من اقتراح حسين آيت أحمد سنة 1957 ومختلف الاجتماعات والتي أفضت إلى تنظيم هيكل على شكل دوائر مكلفة بتحضير هذه الحكومة*. وأضاف ذات المتحدّث، أن الأسماء التي تم اقتراحها لرئاسة الحكومة المؤقتة هم محمد لمين دباغين *المرفوض* من قبل قادة الحرب المسجونين في فرنسا، وكريم بلقاسم *المرفوض* من لدن عبد الحفيظ بوصوف ولخضر بن طوبال (عضوين في لجنة التنسيق والتنفيذ)، قبل أن يفرض اسم *فرحات عباس نفسه نظرا لأنه *شخصية عاقلة وأهل للمفاوضات*. واعتبر المجاهد والدبلوماسي الأسبق محمد خلادي إنشاء الحكومة المؤقتة على أنه ثمرة *الانضمام الكثيف للنخبة السياسية الفكرية* الجزائرية لقضية الاستقلال التي حملتها جبهة التحرير الوطني بعد بلوغها *النضج* عقب انعقاد مؤتمر الصومام. ولدى تطرقه إلى العمل الديبلوماسي الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، أوضح، المؤرخ الأمريكي ماتيو كونيلي، باحث في تاريخ تصفية الاستعمار، أن الاستراتيجية الدبلوماسية لحسين آيت أحمد التي انتهجتها الحكومة المؤقتة اعتمدت على ايجاد *توازن* بين البلدان الاشتراكية والغربية مع استغلال المكانة، التي يمكن للجزائر المستقلة احتلالها في سياق الحرب الباردة. كما تناول الباحث الأمريكي كذلك رفض الولاياتالمتحدةالأمريكية تقديم دعم عسكري لفرنسا خشية *فشل آخر مشابه للذي وقع خلال الحرب الهند الصينية*.