وإذا توغلنا أكثر بدواوير تيارت فنجد سكانها يتخبطون في معاناة مستمرة و يحضرون لفصل الأمطار بتوفير الحطب كوقود للإطعام والتدفئة و سكان دوار أولاد عدة بسيدي الحسني و الذي يبعد 20 كلم عن عاصمة الولاية تيارت الذي تعيش فيه 30 عائلة في حالة مزرية فلا ماء و لا كهرباء ولا حتى طريق معبّد و القاطنون بهذا الدوار يمارسون النشاط الفلاحي و العائلات به تعيش في ظلام دامس و اقتناء قارورة غاز يقتضي قطع 15 كلم مشيا أما بدوار القباب والذي يسكنه أكثر من ألف عائلة يضم محلا تجاريا واحدا يضمن للسكان التموين بالمواد الغذائية و قارورات البوتان في غياب الغاز الطبيعي بالرغم من أن الأنبوب الرئيسي لا يبعد عن الدوار إلا بأقل من 1 كلم إلا أن السكان يتنقلون إلى غاية بلدية سيدي الحسني على مسافة 9 كلم في حين دوار القصني الذي يبعد عن بلدية الناظورة ب 60 كلم يضطرون لقطع 50 كلم عبر مسلك رعوي للاقتناء قارورات الغاز حيث تقطن 150 عائلة بلا غاز ولا كهرباء باستثناء خدمات الهاتف النقال. فاستعمال *الكانكي* ما زال ساري المفعول بهذه المناطق لنجدة السكان و يعوض الحطب يستعمل يوميا في الأيام الباردة للطي و التدفئة أما دوار الدواية الذي يقع ببلدية الناظورة يعيش فيه حاليا 300 عائلة ما زال سكانه يتخبطون في مشكل قارورة الغاز و بمنطقة العبيد ببلدية عين الحديد تعيش 600 عائلة عيشة الغبن و الشقاء بحثا عن قارورة غاز البوتان فرحلة البحث عنها لم تتوقف بعد مع العلم أن الثلوج التي عرفتها تيارت عزلت عدة بلديات كفرندة و بلدية سيدي بختي و بقي سكانها في عزلة مدة شهر حتى أن المؤونة نفذت لولا تدخل أفراد الجيش الوطني الشعبي . و يجد سكان الدواوير بتيارت أنفسهم كالعادة في مشاكل تتعلق بتوفير وجبة ساخنة لأسرهم وكذا قارورة غاز التي قد تستبدل بالحطب أو الشموع و لا يمكن الحديث عن جهاز التلفاز فهو بعيد المنال .