مع اقتراب فصل الشتاء تعرف ولاية تيارت هذه الأيام انخفاضا محسوسا في درجة الحرارة خاصة بالليل حيث تهاوت إلى حدود 4 درجات تحت الصفر . ففي المناطق النائية التي تكثر فيها الدواوير والقرى مازال سكانها يعانون من مشكل الغاز الطبيعي بحيث تفتقر القرى إلى هذه المادة الحيوية مما صعب الأمور كثيرا على سكانها الذين يبقون دائما في رحلة بحث عن قارورة غاز البوتان و مع تساقط الثلوج يرتفع سعرها إلى حدود ألف دج للقارورة الواحدة وإن طالب المواطنون بإيجاد حلول لهذا المشكل فنجد بتيارت عدة دواوير يعود تواجدها إلى بداية السبعينيات من القرن الماضي مازال سكانها يلجؤون إلى استعمال الحطب للطهي أو التدفئة وهذا واقع لا تزال تعيشه القرى حاليا فمثال قرية قلعة بني سلامة والتي يتواجد فيها آثار ابن خلدون تقع على بعد 15 كلم عن دائرة فرندة غاب عنها الغاز الطبيعي مما دفع بسكانها إلى قطع مسافات طويلة لشراء قارورة الغاز البوتان وبما أن الثلوج تقطع أي اتصال خارجي مع العالم الخارجي يبقى الحل الوحيد الاحتطاب وغير بعيد عن ذلك تبقى قرية القباب التي تقع على بعد 06كلم من بلدية سيدي الحسني في عزلة تامة بالرغم من ان الأنبوب الرئيسي للغاز لا يبعد سوى 01 كلم و الذي يمول دائرة مغيلة. لكن الوضع مازال على حاله بالرغم من نداءات السكان بتوفير الغاز الطبيعي وإذا ما توغلنا قليلا نجد دوار آخر يعرف بأولاد عدة بمنطقة "أولاد الاكرد" تعيش أكثر من 30 عائلة حالة مزرية حتى أن الكهرباء والماء منعدمان فيه الأمر الذي دفع بالعديد من قاطني هذه المنطقة بالنزوح إلى بلديات مجاورة بسبب انعدام ظروف الحياة مع العلم أن أبناء هذه المنطقة تركوا مقاعد دراستهم لبعدها . أما فيما يخص المدارس بالقرى فالتلاميذ يقضون يومهم داخل قاعات باردة و أغلب المدارس تستخدم مدفئات تشغل بالمازوت أو بقارورات غاز البوتان و هو ما يشكل خطرا على المتمدرسين فالشتاء بهذه المناطق لا يمكن تحمله.ومن جهة ثانية فقد اعترف والي تيارت بن تواتي عبد السلام أن هناك مناطق عديدة بالولاية يصعب ربطها بالغاز الطبيعي نظرا للتضاريس الوعرة مما يكلف الكثير من الأموال وإن أكد أن البلديات الآن وصلت بها نسبة الربط إلى حدود 84% باستثناء القرى المتناثرة عبر تراب الولاية وإن يتم حاليا اللجوء إلى استعمال صهاريج البروبان بالدواوير لتزويدها بالغاز الذي يعوض عملية ربطها وإن استفادت هذه السنة بعض البلديات ولأول مرة من الغاز الطبيعي كبلديتي سرغين ومادنة إلا أن القرى مازالت تعاني من هذا المشكل مع الإشارة أن تزويد القرى بصهاريج البروبان لم ير النور بعد في انتظار إطلاق مشروعه الذي يعول عليه كثيرا سكان القرى والدواوير المنتشرة كما ذكرنا وبأعداد كبيرة وسط تضاريس يصعب الوصول إليها.