- إحصاء 34 نقطة سوداء للباعة الفوضويين وأشهر الأسواق بحاجة الى أشغال الترميم والنظافة تدهور كبير تشهده وضعية الأسواق التجارية عبر تراب بلدية وهران في السنوات الأخيرة على غرار سوق الحي الشعبي الشهير بالمدينة الجديدة وحي الحمري وحي الضاية وحي اكميل و حي بلاطو و حي ميموزة وسوق الاوراس التي تحولت إلى فضاءات غير مطابقة لقانون الممارسة التجارية في ظل انعدام المرافق الخدماتية الإجبارية إلى درجة عدم توفرها على دورات المياه على الأقل. حيث لم تستفد هذه الأسواق من عملية الترميم منذ العهد الاستعماري باستثناء أشغال الترقيع غير المجدية ورغم أن سوق لاباستي الذي ظفر هذه السنة بميزانية ضخمة وصلت إلى 30 مليار سنتيم لإعادة تهيئته وعصرنته مع انه فضاء مفتوح بوسط المدينة بخلاف الأسواق القديمة المعروفة التي تتوفر على مبنى بعمر يفوق ال80 سنة كسوق المدينة الجديدة الذي يعتبر من أهم الأقطاب التجارية التي تشهد حركة وديناميكية كبيرة على مدار السنة الا انه لا يزال بعيدا عن اهتمامات المسؤولين ولم تشفع مكانته التاريخية في تحريك أصحاب القرار لرد الاعتبار لهذا الموروث الشعبي القديم الذي يغرق حاليا في فوضى الممارسات التجارية وانتشار أصحاب الطاولات وسط محيط بيئي متعفن بالأوحال نتيجة اهتراء شبكات الصرف الصحي وتضرر أرضيته وجدرانه وأسقفه ارضية مهترئة وشبكات متضررة بسوق المدينة الجديدة فهذه الوضعية المتدهورة جعلت عملية البيع تتم في ظروف مناخية غير ملائمة حيث تعرض السلع سريعة التلف،كالفواكه والاجبان واللحوم للبيع تحت أشعة الشمس وقرب أكوام القمامة وسط الروائح الكريهة المنبعثة وهو ما وقفنا عنده خلال زيارتنا لسوق المدينة الجديدة الذي أصبح فضاء مفتوحا على بيع كل شيء دون مراعاة لشروط الصحة والنظافة وبالأخص الفضاء المخصص لبيع اللحوم الحمراء والبيضاء وأطراف الماشية في مشهد غني عن أي تعليق حيث أول ما يشد الانتباه للوهلة الأولى هي الروائح الكريهة التي تنبعث من تحت الطاولات والأرصفة فضلا على انتشار القطط والجردان والحشرات حول اللحوم التي تعرض بالواجهات في ظروف كارثية شانها شأن الخضر والفواكه التي تباع في صناديق متسخة ومع ذلك يكثر الإقبال عليها من طرف العائلات البسيطة وهو الوضع الذي استنكره بعض الزبائن الذين صادفناهم بالسوق حيث عبروا لنا عن تذمرهم من تدهور النشاط ورداءة السلع المعروضة في ظروف غير صحية حيث اكدت سيدة انها لولا ثقتها في بعض الباعة المعروفين بالسوق لا غيرت وجهتها بسبب ما أصبح عليه هذا المكان عصرنة طريق سوق لاباستي وإهمال مباني الأسواق القديمة ولا يختلف هذا الوضع تماما عن الصورة التي يتواجد فيها سوق الاوراس حاليا والذي يعاني من الانتشار الواسع للأوساخ والنفايات الناجمة عن بقايا الخضر والفواكه،إلى جانب تدفق قنوات الصرف الصحي في كل مرة على امتداد الطريق وإلى غاية القنصلية الإسبانية أين يتوزع أزيد من 140 بائع بعرضون بضائعهم بمختلف أنواعها فوق الطاولات وفي داخل المحلات فضلا عن باعة السمك الذين يبيعون المنتوجات البحرية الى جانب قنوات الصرف الصحي المهترئة ما يزيد من انتشار الروائح الكريهة ويصعب على المواطن الاجتياز بجانبها لكثرة القذارة والأوحال المنتشرة في كل مكان. محلات مغلقة وغير مستغلة منذ سنوات بسوق اكميل وميموزا يحدث هذا أمام أعين المنتخبين المحليين الذين لم يحركوا ساكنا لتدارك وضعية هذه الأسواق إلى جانب أكثر من50 سوقا آخرا مغطى بالولاية في تدهور مستمر منها أكثر من 20سوقا متمركز على مستوى بلدية وهران والتي تحولت إلى اسواق فوضوية تعاني من عيوب و نقائص بالجملة وعلى نفس الصورة المؤسفة وجدنا السوق الشعبي الكائن بحي أكميل الذي هجره اغلب الباعة النظامين بدليل تواجد محلات مغلقة منذ سنوات دون استغلالها بسبب تراجع النشاط الذي تحول إلى خارج السوق وبالقرب من مدخله أين استحوذ الباعة الفوضويين على أزقة الحي إلى غاية الساحة المقابلة لنهج الأمير خالد أين يفترش التجار الأرضية لعرض مختلف أنواع الخضر والفواكه وحتى اللحوم البيضاء على شاكلة سوق دوار بوجمعة التجار يطالبون بالترميم ويتحججون بغياب التهوية وتدهور المبنى ولدى تقربنا من التجار أكدوا لنا أنهم يملكون اقدمية في هذا النشاط وأحوال السوق لم تتغير منذ عشرية من الزمن كما أوعزوا سبب اختيارهم البيع خارج مبنى السوق إلى غياب التهوية وتعرض منتوجاتهم للتلف بسبب الرطوبة نتيجة تدهور وضعية هذا المبنى من الداخل موضحين انه بحاجة إلى صيانة وترميم لرد الاعتبار لهذه المنشأة المتواجدة في قلب الحي الشعبي القديم بمندوبية البدر أكثر من 300تاجر هجروا محلاتهم وتحولوا إلى باعة فوضويين وعلمنا من مصدر ببلدية وهران أن ما يقارب 300 تاجر هجروا محلاتهم بالأسواق المتواجدة بالعديد من القطاعات الحضرية وتحولوا إلى باعة فوضويين لمزاحمة أصحاب الطاولات من الباعة الفوضويين بالاسواق الموازية التي انتشرت بشكل كبير بكل مناطق وأحياء المدينة حيث تحول كل من سوق بولونجي وسوق مندوبية سيدي البشير بلاطو سابقا وسوق ميرامار وسوق اكميل المغطى إلى فضاءات شبه خالية من التجار وهو ما يفسر تواجد عشرات المحلات بأبواب موصدة ومتآكلة من الصدأ بعدما تخلى عنها أصحابها واختاروا الأسواق الفوضوية معاذ الامين الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين: «الأسواق النظامية أصبحت شبه خالية بسبب التجارة الموازية» من جهته ارجع معاذ عابد الأمين الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين سبب الفوضى التي تشهدها الأسواق الخاضعة لتسيير البلديات إلى هجرة التجار وتهربهم من دفع مستحقات الكراء إلى الفضاءات العمومية لمزاولة نشاطهم غير شرعي على الرغم من أنهم باعة نظامين وهو المشكل الذي أدى إلى تشويه صورة الأسواق التي تغرق في مخلفات التجارة الموازية في محيطها الخارجي مضيفا في تصريح للجمهورية أن الايجسيا اعدت تقريرين حول وضعية الأسواق بوهران الأول أنجز في سنة 2012 والثاني في سنة 2017 ومقارنة بالفترتين فقد عرفت هذه الأسواق تزايدا كبيرا لمئات الباعة غير نظامين مقابل تدهور مبانيها والتي أصبحت وضعيتها ذريعة للتجار من اجل تحويل نشاطهم إلى خارجها كسوق ميموزة الذي يحتاج حسب محدثنا إلى عملية الترميم بسبب وضعه الحالي وأيضا سوق الحمري الذي أصبح شبه مهجور من الداخل بعدما احتل الباعة الطريق المقابل له في هذا السياق أحصى الاتحاد العام للتجار بوهران مؤخرا 34نقطة سوداء لانتشار التجارة الموازية أمام مداخل الأسواق النظامية على غرار شارع مونبا بحي سانت أوجان والفضاءات المحتلة بكل من سوق بيع الهواتف و العصافير واصحاب الطاولات بالمدينة الجديدة وشدد الأمين الولائي على ضرورة ترميم بعض الأسواق التي لم تعد مناسبة لممارسة أي نشاط تجاري على غرار سوق ميموزة المتدهور مع علم أن هناك أكثر من 70 بائعا ينشط تحت هذا المبنى وهناك عشرات الأسواق بحاجة إلى رد الاعتبار مع علم ان بلدية وهران تتوفر على 30 سوقا من بينهم 22سوقا نظاميا مغطى وتحتوي على أكثر من 2000محلا تجاريا حيث تعاني معظمها من تدهور وضعيتها التي تتطلب عمليات الصيانة والترميم بعد إزالة الأسواق نتيجة عمليات الترحيل كسوق سيدي الهواري وسو ق كارطو بحي قمبيطة وسوق مرافال ورغم ذلك لم تجد هذه الاجراءات من انتشار النقاط السوداء عبر تراب البلدية ويبقى سوق الملابس البالة بحي الحمري بحاجة إلى إعادة تهيئة وتتظيم لتغيير منظره الشبيه بالحي الفوضوي رغم ان هناك ازيد من 350 تاجر ينشطون فيه دون تسوية في المقابل لا تزال الكثير من الأحياء السكنية بالجهة الشرقية تعاني نقصا فادحا في الأسواق ولجوء المواطنين للباعة الفوضويين والأسواق الأسبوعية في الوقت الذي عرفت فيه مشاريع الأسواق الجوارية المغطاة المهجورة بالاقطاب العمرانية الجديدة فشلا ذريعا رغم استهلاكها الملايير من ميزانيات البلديات