نتطرق في ملف هذا الأسبوع إلى الجفاف الذي ضرب الولايات في الجهة الغربية للبلاد حيث عرفت عدة مناطق شحا في الأمطار طوال فصل الخريف و حسب بعض الفلاحين و المختصين فإن قلة الأمطار في هذه المرحلة أثر كثيرا على نمو المزروعات و زاد الصقيع و موجة البرد التي اجتاحت معظم الولايات الأمور تعقيدا حيث تسببت في تأخر نمو النبتة و أوقف خروجها من البذرة . و قد أدى نقص المغياثية بولاية مستغانم إلى تصلّب الأرض و تأخّر نمو المزروعات و جعل الفلاحين يرفضون توسيع مساحات الحبوب خوفا من نقص المردود و قد سارع بعضهم لاستعمال تقنية الري بالتقطير لاستدراك محصول البطاطا خاصة و أن الولاية رائدة في هذا المحصول و تموّن عدة ولايات . كما اعتمد الفلاحون كذلك على المياه الجوفية كحل مؤقت إلى غاية هطول الأمطار التي يترقبونها خلال الأيام المقبلة . إلا أن موجة الصقيع في غياب الأمطار ضربت بشدة محصول الجلبان و الفول و حتى منتوج البصل و البطاطا بولاية عين تموشنت حيث هرعت المصالح الفلاحية لتنظيم قافلة تجوب الولاية خاصة بسهل ملاتة لتحسيس الفلاحين بأهمية السقي التكميلي و ضرورة استعماله في الوقت الحالي. أما بولاية تيارت فقد أكدت بختة صافو مستشارة بمديرية الفلاحة أن الحديث عن الجفاف سابق لأوانه و لا يمكن أن نعتبر الموسم فاشل إلى غاية مارس و أفريل حيث تكون الضرورة ملحة لمياه الأمطار و في حال استمرار الجفاف لأسبوع آخر يصبح الفلاح مضطرا للجوء إلى السقي التكميلي. و قد تزامن انطلاق الموسم الفلاحي بمعسكر مع قلة الغيث في حين عقّد تجميد رخص حفر الآبار الأوضاع بسيدي بلعباس خاصة و أن الأمطار المتساقطة منذ بداية نوفمبر الماضي لم تتعد 21 ملم . و بولاية وهران تعتمد 80 بالمائة من المحاصيل بشكل كامل على الأمطار و تأخرها ينذر بموسم فاشل .و تخوف المزارعون بغليزان من خسائر في الزراعات الشتوية خاصة و أن الصقيع ضرب عدة مناطق بها و الحرارة بلغت 0 درجة بأدرار و قد تسببت في تجمّد المياه بالنبات ما أدى إلى موته و تلف المحاصيل المكشوفة . أما بتلمسان فالفارق الواسع ما بين درجة الحرارة في الصباح و الزوال هو الذي يهدد المزروعات .