أعلن والي العاصمة عبد القادر زوخ اليوم الأربعاء أنه سيتم تسوية وضعية المستثمرين الفلاحيين الناشطين عبر ولاية الجزائر في أقرب الآجال و ذلك بمنحهم عقود للاستفادة من الامتيازات التي تخصصها الدولة لقطاع الفلاحة. و أكد السيد زوخ, بمناسبة افتتاحه الطبعة الثانية لمعرض الحوامض لولاية الجزائر الذي نظم هذه السنة تحت شعار *الحوامض تثمين و آفاق* (23-24 يناير 2019), أن مصالحه ستعمل على *تسوية وضعية* المستمرين الفلاحيين الناشطين عبر تراب ولاية الجزائر, وقال أنهم *سيستفيدون من عقود امتياز تمكنهم من الاستفادة أكثر من الامتيازات الكثيرة التي وضعتها الدولة لفائدة من هم في خدمة الأرض*. و جدد الوالي *عزم* إدارته على *تطبيق* قرارات رئيس الجمهورية القاضية بالمحافظة على الأراضي الفلاحية . وقال إنه بات *ممنوعا بناء السكنات أو أي مشاريع أخرى على الأراضي الزراعية التي تحصيها ولاية الجزائر*, معتبرا في السياق ذاته أن تنظيم معرض للإنتاج الحوامض هو مناسبة للبحث عن *سبل تشجيع الفلاحين لتطوير انتاجهم*, ولتذكيرهم - يقول- بأن *معركة الامن الغذائي تبدأ بمساعدة الفلاح و مرافقته في عملية الانتاج*. واشار الى أن هذا المعرض *يستحق أن يكون في المستقبل وطنيا* يجمع كل الفاعلين في مجال انتاج الحمضيات و البحث في تطويرها. من جهته, أكد رئيس غرفة الفلاحة لولاية الجزائر, السيد وعلي بلقاسم, أن ولاية الجزائر تحصي 12 ألف فلاح, منهم ما يقارب ال 9 ألاف فلاح مسجلين لدى الغرفة فيما يوجد 4000 آخرين غير مسجلين. و اوعز المتحدث هذا الفارق في كون الولاية *تعاني من مشكلة الشيوع* التي تعني وجود مستثمرين خواص يملكون قطع أراضي تتجاوز حدود البلديات التي ينتمون إليها, اضافة إلى أن *القانون لا يسمح لهم بالاستفادة من البطاقة*. وكحل لهذه المشكل, يضيف السيد وعلي, شرعت الغرفة الفلاحية في *منح هؤلاء الفلاحين شهادات خاصة (attestations spéciales) لمساعدتهم على شراء العتاد و الاسمدة و تسويق الحليب و غيرها من العمليات*, مؤكدا أن المستثمرين الخواص يعتبرون *يد عاملة هامة* يجب الاستفادة منهم. وبدوره تحدث مديرية مصالح الفلاحة و التنمية الريفية للولاية السيد نوي بوعزيز, أن المساحة الاجمالية للأراضي الفلاحية بولاية الجزائر تبلغ 32526 هكتار, منها 28870 هكتار مساحة فلاحية مستغلة, أما المساحات المغروسة بالأشجار و الكروم فتمثل 13394 هكتار. وبتفصيل أكثر -يردف معقبا- هناك ما يربو عن 6 ألاف هكتار من الأراضي موجهة لزراعة الحوامض, تليها زراعة الحبوب و البذور ب 5 آلاف هكتار ثم تليها نشاطات زراعية أخرى بأقل مساحة مثل زراعة أشجار الزيتون و المحاصيل الريفية الصغيرة وزراعة الكروم. وقال المصدر إن المساحة المخصصة للحوامض في ولاية الجزائر تمثل 20 % من المساحة الزراعية المستغلة و 8 % من المساحة المخصصة للحوامض عبر الوطن. وهي مقسمة أساسا على قطاعين فلاحيين, أولا قطاع براقي الذي يضم بلديتي براقي و سيدي موسى ويمثل 34 % من مساحة الحوامض في الولاية, أما القطاع بئر توتة فيضم هو الآخر بلديات بئر توتة و تسالة المرجة و أولاد شبل ويمثل 32 % من مسحة الحوامض أيضا. وعن أنواع الحوامض المنتجة ولائيا, أوضح السيد نوي أن عددها *19 نوعا منها 13 نوع في منتوج البرتقال أبرزها الطومسون و الوشنطوني*. مشيرا إلى أن العاصمة *تحتل المرتبة السادسة في الترتيب الوطني لإنتاج الحوامض بإنتاج فاق المليون قنطار*, محيلا ذلك *النمو الملحوظ* مقارنة بالسنوات الماضية إلى *مختلف البرامج الوطنية للدعم الفلاحي*. في الأخير اعتبر رئيس المجلس الوطني للحمضيات, السيد ناجي محمد, أن *الرهان* الذي ترفعه المصالح الفلاحية في الآونة الأخيرة هو *كيفية إيجاد طريقة جديدة للسقي باعتباره من أهم شعب الانتاج الفلاحي*, في إشارة منه إلى ضرورة التخلص من طرق السقي التقليدية. كما أفصح عن إنتاج الجزائر ل *14 مليون قنطار من الحمضيات خلال العام المنصرم 2018 على أن يصل إلى 20 مليون قنطار خلال السنة الجارية*, مؤكدا أن *الفائض (6 ملايين قنطار) سيوجه إلى التصدير*.