ولد الكاتب السويسري « فريدريش دورينمات « في مدينة كونولفنحل سنة1921 وتوفي في مدينة نويشتال بسويسرا سنة1990. درس في مدينة زيوريخ الفلسفة والأدب والعلوم الطبيعية.، كتب الرواية والقصة وجرب الشعر والرسم، لكن كتابته للمسرح هي التي عرفته للعالم وجلبت له الشهرة في أنحاء العالم، أعماله المسرحية ترجمت إلى عدة لغات في العالم وفي العديد من المسارح العالمية و العربية. كتب « دورينمات « الكثير من النصوص المسرحية أغلبها بروح السخرية الهادفة ، فأعماله كوميديا خفيفة الروح لاذعة النقد هادفة القصد ، مما جعل نصوصه تجد إقبالا من قبل المخرجين و النقاد على حد سواء، منها « زواج السيد ميسيسيبي « ، « هبط الملاك في بابل «، « زيارة السيد العجوز « ،وهذه المسرحية قدمت في مصر ولعب فيها محمود ياسين إلى جانب شويكار وعدد آخر من الممثلين الآخرين، كما أن « محاكمة حمار « قدمت في مدينة السليمانية بالعراق، وأعتقد أنها قدمت باللغة الكردية من طرف مجموعة من شباب المسرح في هذه المدين، نذكر كذلك» علماء الطبيعة «، وهذه المسرحية قدمت عندنا في الجزائر بإخراج محمد شرشال، كذلك نذكر « الشهاب» الذي ترجمه أنيس منصور ونشر في مجلة المسرح المصرية ، وله أيضا « رومولوس العظيم «، وهي كوميديا عن الإمبراطور الروماني ، ومن نصوصه الجميلة كذلك « مستنقع الذئاب» التي قدمت من طرف مسرح باتنة الجهوي من إخراج فوزي بن براهيم سنة 2007 على ما أظن وفازت في مهرجان المسرح المحترف بجائزة أحسن إخراج وأحسن أداء رجالي، فاز بها الممثل محمد الزاوي ، مثلها مثل مسرحية « العطب « التي قدمها نفس المسرح ونفس المخرج سنة 2017 ، وحاز فيها محمد الزاوي كذلك على جائزة أحسن آداء رجالي، إلا أنه في اعتقادي أن أهم نصوصه هو نص «اخترلو» . ومما يذكر أن زوجة هذا الكاتب هي ممثلة مسرح وسينمائية ومخرجة مسرح كذلك ، وكان دورينمات غالبا ما يقرأ لها نصه فهي قارئته الأولى وناقده الأول، حيث كانت تقدم له ملاحظاتها الدراماتورجية على النص، طالبة منه التعديل والحذف والإضافة، لأنها كانت تقرأ نصوصه بعين الدراماتوج المخرج وبعين وحس المخرج السينمائي الذي يعرف التقطيع والتركيب الفني ليخرج العمل قويا فنيا .