احتضنت قاعة العروض بمدينة عزابة، أوّل أمس، الأيام الوطنية الأولى للمسرح "عز الدين مجوبي" تحت شعار "حتى لا ننسى .. الشريف الزوالي" في أوّل التفاتة من جمعية الفنانين الأحرار لابن مدينتهم، في ذكرى رحيله الواحدة والعشرين، التي أريد لها أن تكون محطة بداية لأيام مسرحية، ستحتضنها مدينة عزابة كلّ سنة، عربون عرفان وتقدير ومحبة لهذا العملاق المسرحي الذي اغتالته أيادي الغدر الجبانة قرب المسرح الوطني، لينتقل إلى جوار ربه دون أن يتمكّنوا من قتل أعماله. يشارك في هذه التظاهرة المسرحية التي حرّكت الفعل الثقافي بعزابة، فرق من ولايات وهران، المدية، برج بوعريريج، تلمسان، تيزي وزو والجزائر العاصمة، إضافة إلى سكيكدة، ستتنافس على مدار 05 أيام على ثلاث جوائز هي؛ "جائزة مجوبي الذهبية"، "جائزة مجوبي الفضية" و"جائزة مجوبي البرونزية"، إضافة إلى تخصيص جوائز لأحسن دور رجالي ولثاني أحسن دور رجالي وكذا أحسن دور نسائي ولثاني أحسن دور نسائي، زيادة إلى جائزة تشجيعية باسم المخرج المسرحي المرحوم أحمد بوطاطة الذي انتقل إلى جوار ربه منذ شهور. وفي هذا الإطار، ثمنت أرملة المرحوم عز الدين مجوبي، السيدة أمينة المبادرة التي قالت بأنّها تستحق التنويه والتشجيع لأنّها أجمل التفاتة من أبناء مدينة عزابة في ذكرى رحيل زوجها، وهو نفس الشعور الذي أبداه السيد مروان منصوري رئيس جمعية الفنانين الأحرار، الذي أكّد أنّ الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الثقافية إلى جانب إحياء ذكرى اغتيال مجوبي ابن عزابة، هو تنشيط الفعل الثقافي الهادف في المدينة. وتتشكّل لجنة التحكيم من الدكتور نور الدين عمرون الذي يعدّ من الأكاديميين الممارسين لفن المسرح إخراجا وكتابة وتعليما، حائز على شهادة الماجستير في الفن الإخراج المسرحي من الاتحاد السوفياتي سابقا وأستاذ لغة روسية حاصل على شهادة الدكتوراه في المعرفة والفنون المسرحية ومخرج عدة مسرحيات، من أهمها مسرحية ‘'الملك هو الملك''، ‘'يوم من زماننا''، وهو يشغل منصب أستاذ بمعهد برج الكيفان للتمثيل، ومن الممثل عثمان بن داود أحد أبرز شخصيات سلسلتي "جمعي فاميلي" و"ناس ملاح سيتي"، إضافة إلى الممثل القسنطيني والمسرحي عنتر هلال الذي اشتهر بأدائه لأدوار فكاهية وذاع صيته في مسلسله "عيسي سطوري". للإشارة، تميّز افتتاح الأيام الوطنية للمسرح "عز الدين مجوبي" في طبعتها الأولى، بالعرض المميّز للفرقة النحاسية التي جابت الشارع الرئيسي للمدينة متبوعة بالفرق المشاركة، وسط حضوري جماهيري جد مميز، يتقدّمهم الأطفال والشباب الذين اصطفوا على جانبي الشارع، ليتم تقديم مونولوج "حافلة تسير" الذي كتب نصه مروان منصوري ومثّله الشاب طارق ناصري الذي استطاع وطيلة أكثر من ساعة أن يشدّ أنظار الحضور الذين غصت بهم القاعة، من خلال اللوحات التي قدمها والتي من خلالها جسّد كلّ أعمال مجوبي باعتماده على ما يصطلح عليه بالكوميديا السوداء.