يعرض الكاتب رزين محمد أمين في إصداره الجديد المعنون ب «مخرج يناضل بالكاميرا (جيلو بونتيكورفو و معركة الجزائر) « المسار السينمائي للمخرج السينمائي الإيطالي بونتيكورفو الذي أمضى حياته في تحقيق أفلام لا تخلو من البعد «السياسي النضالي»، الذي غلّفه بجانب إنساني بحت، مركزا على فيلم « معركة الجزائر «الذي يعتبر أحد أهم الأعمال الخالدة في السينما العالمية، برغم من حظر عرضه بفرنسا لمدة 40 سنة بسبب ما أثاره من جدل، في عام 1971،و ظهر من جديد في فرنسا إلا في عام 2004 . و جاء في كتاب رزين محمد أمين أنه سرعان ما فكر جيلو بونتيكورفو الذي تأثر بحرب الجزائر ، وهو صاحب مقولة ،« لست ثوريا عنيدا، بل أنا، ببساطة، رجل يساري»، في إخراج فيلم مطول على الثورة الجزائرية خاصة عندما اقترح عليه « ياسف سعدي « أحد القادة العسكريين في جبهة التحرير الوطني بالجزائر العاصمة، فكرة إنجاز فيلم عن معركة الجزائر استوحى أحداثها من ذكرياته الخاصة عن المعارك التي دارت بقلب العاصمة ، فقام المخرج بتصوير» معركة الجزائر» بممثلين غير محترفين (باستثناء «جون مارتين» ، في دور «ماثيو» على رأس المظليين الفرنسيين) ، حيث تناول مسألة الصراع من أجل السيطرة على حي القصبة العتيق في قلب العاصمة عام 1957، ما بين المظليين الفرنسيين ورجال جبهة التحرير الوطني، مع استعمال التعذيب من جهة، والعمليات العسكرية العمياء من جهة أخرى. ويقول المؤلف أن بعد «معركة الجزائر عام 1965، عاد المخرج جيلو بونتيكورفو عام 1968 بفيلم «كيمادا» التي سلط الضوء فيها على واقع استعباد السود وسوقهم إلى الموت في منتصف القرن ال 19 ، وكان هذه المرة في جزر الانتيل. وقد صور بونتيكورفو آخر أفلامه الطويلة العام 1979، وهو فيلم «اوغرو» الذي يتناول إرهاب الجنرال فرانكو، ونهاية الدكتاتورية. ويبقى جيلو بونتيكوروفو الذي توفي بروما في سنة 2006 عن عمر يناهز 86، أحد أبرز سينمائيي جيله، في ايطاليا وخارجها، بسبب هذا النمط المتداخل بين التوثيقي والمتخيّل في أفلامه.