تحتفل المسارح في كل بقاع الأرض هذا الأربعاء باليوم العالمي للمسرح.واغتنم الفرصة لأحيي المسرحيين في وطني بهذا اليوم، لأنني منهم ، و أحيي المسرحيين في الوطن العربي، لأني عربي ، و أحيي المسرحيين في العالم لأنني أشترك معهم في حب المسرح. تاريخيا تعود فكرة اليوم العالمي للمسرح إلى الثلاثينات من القرن الماضي ، وعمليا تم الاتفاق عليها سنة 1948 من القرن الماضي وتبنتها منظمة اليونسكو ، بالاشتراك مع العديد من المسرحيين.وتم الاتفاق على أن يكون ال27 من شهر مارس هو اليوم الذي يحتفل فيه المسرحيون بيوم لهم .تفتح فيه أبواب المسارح أمام المتفرج وتقدم العروض مجانا.ورسمت منظمة اليونسكو الاحتفال بهذا اليوم في أجندتها ، حيث تكلف شخصية مسرحية كل سنة بكتابة رسالة اليوم . وقد انطلقت الاحتفالات به رسميا سنة 1961 و، كانت أولى الرسائل من كتابة الكاتب الفرنسي « جان كوكتو «، بمناسبة افتتاح مسرح الأمم بباريس العاصمة الفرنسية . نحتفل بهذا اليوم لأننا نؤمن بان المسرح من الفنون التي تعمل على نشر الثقافة ونشر الوعي وتحرير العقول وتعمل على نشر الحب والسلم والتقارب بين الشعوب، نحتفل بهذا اليوم لأننا نؤمن بضرورة خلق مسرح في الوطن العربي يكون رديفا لمثله في البلاد الأخرى، مسرح له خصوصيته المحلية التي توصله إلى العالمية .مسرح يعرف الشعوب الأخرى بنا وبما عندنا من ثقافة وعادات وتقاليد وحكايا وأساطير.وفنون مختلفة لا تقل عما عندهم.كما نتعرف من خلاله على ما عند الشعوب الأخرى وعما مشترك بيننا. لأننا نؤمن بالمسرح الذي هو أهم وسائل التواصل المعرفي ببن الشعوب وأرقاها . نحتفل بالمسرح لأننا نطمح إلى جعله من فنون التشارك وفنون الابتهاج ونشر الفرح ، نحتفل به لأننا نسعى إلى جعله وسيلة من وسائل الارتقاء والتقدم، ،نحتفل به لأننا نؤمن بأنه فن الحرية و التحرر، فن الدفاع عن حقوق الشعوب في تحقيق ذاتها وحريتها، وحقها في العيش السليم والأم، نحتفل به لأننا نؤمن بأنه الفن الذي يحرر الطاقات الإبداعية في الإنسان.لأنه فن إنساني نحتفل به ، لأننا نريد نحن كذلك أن يكون لنا مكان تحت الشمس. نحتفل به لأننا نؤمن بالإنسان وبحقه في الحياة ، نحتفل به لأننا لا نريد التفريط في حقنا، وفي الابتهاج ، نحتفل به لأننا نشترك مع غيرنا في الأمل والحب والسعادة ، ونشترك معه في كل ما يسعد الإنسان .في كل ما من شأنه تعميم الأمن في الكرة الأرضية. نحتفل به لأننا جميعا ضد الظلم والعنصرية ، .ضد احتقار واستعباد الغير ، ضد أن يتحكم في مصير الإنسان الفساد والطغيان ، ضد الاضطهاد.. نحتفل به لأننا ضد القتل والجرائم، ضد تحكم فئة في فئة، ضد أن يتسيد إنسان على إنسان، نحتفل به لأننا نؤمن بأن الإنسان سيد نفسه وفكره وحرّ في آرائه، نحتفل به لأننا نؤمن بأن المسرح فن الحرية و العقل ، فن الحكمة.، إنه فن الإبتهاج... لنبتهج !!