حرص المسرح الجهوي عبد القادر علولة بوهران ، على الاحتفال باليوم العالمي للمسرح بالجزائر العاصمة ، حيث اختار إنتاجه الجديد «الفحلة» ، لعرضه أمام الجمهور العاصمي ، احتفاء بهذه المناسبة حيث احتضنت أمس الأربعاء ، خشبة المسرح الوطني محيي الدين بشطارزي ، بطلة هذا المونودرام الممثلة نسرين بلحاج ، التي تألقت كالعادة على غرار كل العروض التي قدمتها في وقت سابق على خشبة مسرح ، و نجحت بأدائها المتميز و المتقن و المقنع ، في استقطاب جمهور غفير كل مرة ، من هواة و عشاق الفن الرابع. أثبتت نسرين بلحاج في مونولوج «الفحلة» ، أنها فحلة حقا في هذا العمل المسرحي ، من تأليف علي ناصر و إخراج عز الدين عبار ، الذي كانت فيه أيضا سيدة الخشبة ، من خلال حضورها المتميز و موهبتها القوية ، في استعراض المشاكل التي تعاني منها المرأة ، التي تكابد قسوة الحياة ، بالصبر و التحدي ، من خلال سرد قصة أرملة ، تعيش على ذكرى زوجها ... تكد و تعمل دون كلل أو ملل ، لكسب قوت بناتها ، و توفير حياة كريمة لها ولهن، حيث لم تسلم من نظرات المجتمع القاصرة إزاءها ، و كل الأفكار البالية و البدائية ، التي قهرتها بالاجتهاد و العمل الصالح ، و قوة شخصيتها ، التي جعلتها تختار العمل في السباكة ، الذي يعتبر حكرا على الرجال ، حيث لم تتوان في تعرية عيوب المجتمع ، و ما أكثرها ، في قالب هزلي ساخر و ناقم على هذا الواقع البائس...الذي يرى أن المرأة مكانها في البيت، و حصر عملها في التنظيف و الممطبخ... من جهة أخرى يتميز هذا المونودرام ، الذي لا يزال يستقطب الجمهور أينما عرض ، بالرؤية الإخراجية التي اعتمد عليها عز الدين عبار في هذا العمل المسرحي، من أجل استنطاق باطن الشخصية المحورية ، و افراغ ما بداخلها من أحاسيس و هواجس ، فضلا عن الموسيقى التي ألفها الفنان سوفي عبد القادر ، و السينوغرافيا التي تفنن في تصميمها رحموني حليم.