خرج آلاف العاصميين، أمس، في ثامن جمعة على التوالي للتظاهر ضد من أسموهم ب "الباءات الأربع"، رئيس الدولة عبد القادر بن صالح، الوزير الأول نور الدين بدوي، رئيس المجلس الشعبي الةطني معاذ بوشارب ورئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيز" مطالبين برحيلهم واستبدالهم بشخصيات وطنية تصنع الإجماع وتعرف بالنزاهة والشفافية. وانطلقت، المسيرات بالعاصمة، قبل موعدها المعتاد، وهو بعد صلاة الجمعة، عكس الجمعات السابقة، حيث توافد الآلاف منذ الصباح، في مشاهد تؤكد حرص الشعب الجزائري على تحقيق كل مطالبه غير منقوصة، وذلك رغم الحواجز الأمنية المفروضة على مداخل الجزائر العاصمة لمنع المتظاهرين من الدخول للعاصمة، حيث بدأت التجمعات بساحة البريد المركزي وساحة أودان وكذا ساحة أوّل ماي وشارع ديدوش مراد وشارع حسيبة بن بوعلي وهي الساحات الكبرى التي تعرف الكثير من الحركية في مثل هذه الظروف. وردّد المتظاهرون شعارات متنوعة منها "يا عميروش يا حواس دزاير راهي لاباس"، و"يا علي يا لابوانت والجزائر راهي ولات"، و" الله الله يا بابا جينا نحو العصابة"، "الجيش الشعب خاوة خاوة"، "سلمية سلمية".. وغيرها من الشعارات الأخرة. وصنعت العديد من الفيديوهات الفرجة عبر مواقع التواصل الإجتماعي، في مسيرة، أمس، ولعلّ، أهم هذه الفيديوهات، فيديو لمتظاهر يخاطب رجال الأمن الذين كانوا يضعون حاجزا بالقرب منه، وهو يذرف الدموع، مؤكدا أنهم "إخوة"، وقال المتظاهر بنبرة حزينة "هؤلاء إخوتنا ولا ذنب لهم"، مضيفا "الحقرة هي التي أخرجتنا، العصابة هي التي حقرتنا وأساءت لنا". كما قامت العديد من العائلات بإخراج صحون كبيرة من أكلة الكسكسي لجموع المتظاهرين، فيما قام آخرون بتوزيع قارورات الماء والبعض من التمر والحلويات في مظاهر للتآزر والتآخي بين الجزائريين في صورة لا يمكن أن نجدها إلا في بلد كبير يسع الجميع اسمه الجزائر، الكثير من السلوكيات الحضارية(...).