واصل أمس ملايين الجزائريين التظاهر ضد عبد القادر بن صالح، وبقية الباءات الأخرى التي يطالبون برحيلها. ويبدو أن المسيرات قد انطلقت قبل موعدها المعتاد، وهو بعد صلاة الجمعة، عكس الجمعات السابقة، حيث توافد الآلاف منذ الصباح، في مشاهد تؤكد حرص الشعب الجزائري على تحقيق كل مطالبه غير منقوصة، وذلك رغم الحواجز الأمنية المفروضة على مداخل الجزائر العاصمة لمنع المتظاهرين من الدخول وأيضا بعد التضييق الأمني الكبير الذي شهدته الجزائر العاصمة وقمع الشرطة للمسيرات بداية من مسيرة الطلبة. وردد المتظاهرون شعارات متنوعة منها "يا عميروش يا حواس دزاير راهي لاباس"، و«يا علي يا لابوانت والجزائر راهي ولات"، و«يا بن صالح يا المروكي لبلاد عندها ولادها"، و« الله الله يا بابا جينا نحو العصابة" .. وغيرها من الشعارات الأخرة.بالرغم من وصف الفريق أحمد قايد صالح، رئيس أركان الجيش، شعار "تتنحاو قاع" المرفوع في المسيرات ب«المطلب التعجيزي"، إلا أن الجزائريين خرجوا إلى الشوارع في 48 ولاية وفي اليوم ال 48 من الحراك الشعبي، للمطالبة برحيل عبد القادر بن صالح رئيس 90 يومًا، وحكومة نور الدين بدوي، ورئيس المجلس الدستوري، الطيب بلعيز، وكل أفراد من يُسمونهم ب«العصابة".ورفض الجزائريون إخلاء الساحات والشوارع عقب استعادة حقهم الدستوري في التظاهر السلمي منذ يوم 22 فبراير، والعودة إلى ما قبل هذا التاريخ يُعتبر بالنسبة لهم محاولة لسرقة حراكهم من طرف بقايا النظام الباحث عن تثبيت أقدامه من بوابة "الخيارات الدستورية"، وفق تعبير المتظاهرين. ولم يُثن الحصار الأمني الذي فرض أمس على العاصمة والتعزيزات غير المسبوقة منذ يوم الثلاثاء الماضي، المتظاهرين من بلوغ شوارع العاصمة وتنظيم وقفات شعبية احتجاجًا على تعيين عبد القادر بن صالح رئيسًا مؤقتًا للبلاد، وخطابه الآخير وحتى توقيعه على قرار استدعاء الهيئة الناخبة لإجراء الانتخابات الرئاسية يوم 4 جويلية القادم.وبصوت واحد ردّد المتظاهرون شعارات من قبيل "الشعب يريد أشخاص نزيهة للمرحلة الإنتقالية" و "الشعب من يقرر " و« ياجيشنا كيف نقبل أشخاص إحترفوا التزوير" في إشارة واضحة إلى خطاب الفريق أحمد قايد صالح الذي أعلن مباركته ودعمه لتولي عبد القادر بن صالح للمرحلة الإنتقالية، من خلال مسيارتها.