السلطة السياسية الممثلة للنظام المأزوم تعيش في برج عال لا تكاد تنتبه لما في الشارع من مسيرات شعبية سلمية تضم الملايين وتملأ صورها وأخبارها وسائل الإعلام الوطنية والعالمية فالسلطة ماضية في تعنتها مصرة على البقاء وعدم الرحيل وتتهيأ لإجراء انتخابات رئاسية تعدها وتخرجها فقد نصب برلمانها عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة ولم يتأخر في استدعاء الهيئة الناخبة لانتخاب رئيس للجمهورية يوم الرابع جويلية المقبل وحكومة نور الدين بدوي ماضية في عملها غير مهتمة بالنقد الموجه لها والطعن في شرعيتها والباءات الأربع ( بن صالح وبدوي وبوشارب وبلعيز ) لا تسمع لصراخ الجماهير المطالبة بذهابها فلا تنازل ولا تفاوض ولا تراجع فالسلطة قوة قاهرة متسلطة وعلى الشعب أن يسمع ويطيع ويخضع للأمر الواقع وخراطيم الماء والصوت المزعج من آلات القمع الحديثة مجرد تحذير لما يمكن أن يقع في حالة تجاوز الخطوط الحمراء والخروج عن السلمية لكن (شعيب الخديم )بتعبير المرحوم سيراط بومدين قد رفع التحدي في وجه الحاكم المستبد طالبا منه الرحيل فقد حان وقت التغيير ويرفض كل الإجراءات المتخذة حتى الآن ويطالب بتعيين شخصية وطنية أو هيئة وطنية مستقلة للإشراف على المرحلة الانتقالية رافضا تطبيق المادة 102من الدستور التي طبقها البرلمان بغرفتيه في تعيين عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة رئيسا للدولة مدة ثلاثة أشهر لتنظيم انتخابات رئاسية كما يرفض الشعب حكومة بدوي المكلفة بتصريف الأعمال خلال هذه الفترة القصيرة أما قيادة الجيش فتقف في الوسط وترى أن الحل الدستوري هو المناسب لكن هناك أصوات في الشارع تشكك في موقف سلطة (العصابة ) التي خانتها الحكمة عندما أصرت على العهدة الخامسة فأوصلتنا بحمقها لوضعية خطيرة سنكون محظوظين إذا خرجنا منها بسلام فسياسة القوة والعصا الغليظة لا تنفع مع شعب عنيد لا يقبل أنصاف الحلول (ينكسر ولا ينحني كما قال عنه الشاعر الجزائري سي امحند(...).