أحيت جمعية الأمل بوهران، بداية الأسبوع الجاري، الذكرى الحادية عشر لرحيل الفنان الكبير سيراط بومدين المصادفة ليوم 20 أوت 1995.. "سيراط" الفنان الذي رحل جسدا وبقي رمزا، تذكره الوهرانيون وعشاق الفن الرابع هذا الأسبوع، وكلهم حسرة على استمرار الخيانات المتجددة التي يلاقيها هذا الفنان، فالذكرى اقتصر إحياؤها على أعضاء جمعية الأمل وبعض الوجوه الفنية التي تعاونت مع الراحل وشهدت له بالإبداع والاحترام، أما المسؤولون فغابوا كعادتهم، وأكدوا مرة أخرى أن الفنان وهو حي يرزق، غائب عن أجندتهم، فما بالك بذلك الذي غيّبه الموت منذ 11 سنة! فنانون آخرون، شاركوا في هذه التظاهرة قالوا ل "الشروق اليومي" إن سيراط الفنان والإنسان لم يكن في حاجة إلى هؤلاء المسؤولين في حياته، فكيف يحتاجهم وقد رحل..؟! ألم يتدخل الرقيب -كعادته- لمنع بثّ نصف حلقات مسلسله ذائع الصيت "شعيب الخديم" في التلفزيون، ومع ذلك لم يتمكنوا من اغت ولعلّ ذلك ما جعل النشاط الأبرز في هذه الاحتفالية الخاصة بذكرى سيراط، هو بيع أقراص مضغوطة لمسلسل "شعيب الخديم"، والتي بحث الجمهور عنها بلهفة كبيرة في وهران والمدن المجاورة.. "لقد كان ذلك أكبر إخفاق لمن حاول كتم صوت شعيب الخديم في حياته، وأكبر فرح يحصل عليه سيراط في نومه الأبدي"، قال لنا بعض الفنانين. للإشارة، فإن الاحتفالية تضمنت كذلك بيع أقراص مضغوطة لمسرحيات الفقيد إضافة إلى إقامة ندوات وعروض خاصة، في الوقت الذي استحضر فيه فنانون ذكرياتهم مع بطل مسرحيات "الأجواد" و"ليثام" و"البلعوط"، وغيرها.. إنه فنان بأتم معنى الكلمة، لقد كان الجميع يحترمه أثناء حياته وبعد رحيله.. إنه أسطورة الفن الرابع بوهران.. وغيرها من الشهادات التي دونتها جمعية الأمل لرئيسها محمد ميهوبي بأحرف من ذهب، شهادات تمنح سيراط بعض حقه وتجعل منه اسما لامعا لا يمحى وليس مجرد ذكرى عابرة. قادة بن عمار