تواصلت أمس لليوم الثاني بوهران أشغال المؤتمر الدولي الأول حول أشكال التعبير في الخطابات الجزائرية المعاصرة الذي تنظمه جامعة وهران 1 "أحمد بن بلة" ، بمشاركة محاضرين من فرنسا ، ليبيا ، اليمن ،تونس و "ستراسبورغ"، إضافة إلى مجموعة من الباحثين من مختلف جامعات الوطن الذين قدموا محاضرات مرتبطة بالخطاب المعاصر وفق طبيعة صيغها الأجناسية وعبر تحولاتها، وكذا وظائفها التعبيرية الراهنة. وقد أكدت الدكتورة سعاد بسناسي عميدة كلية الآداب و الفنون لجامعة وهران أن مداخلات الملتقى الدولي حملت ثراء كبيرا في البحث و المعلومة والمناقشة ، كما أن أغلب جامعات الوطن، شاركت في هذه الفعالية العلمية ، كما تم أيضا نقل المؤتمر إلى العالم الخارجي بعيدا عن أسوار الجامعة ، من خلال استقطاب عدة شخصيات فكرية كبيرة . وفيما يخص التدخلات الأدبية فقد قدمت الأستاذة " الكاهر رواينية " محاضرة بعنوان " المتخيل و التاريخي و جدل الروائي والفني في رواية " كريماتوريوم سوناتا لأشباح القدس " لواسيني الأعرج، مركزة على علاقة المتخيل الروائي بالتاريخ في الكتابة الرواية عند واسيني ، بأنها علاقة حوارية تقوم على المواجهة والاختراق من خلال ما قاله : " لا أعيد إنتاج التاريخ و لكني أواجهه بالأدب"، موضحة أنه بذلك يعيد النظر في مفهوم الرواية التاريخية وفي وظيفتها ، حيث يصبح رهانه المرجعي يقوم على تخييل التاريخ. ومن جهته دعا الدكتور سليمان عشراتي الباحثين والنقاد إلى دراسة رواية " الأمير " لواسيني الأعرج التي تعتمد على معلومات تاريخية ، مشيرا إلى أنها طويلة جدا، بدليل أن أغلب من سألهم لم يكمل قراءة هذه الرواية، لأنها تفتقد لتقنيات الرواية أصلا، مطالبا جميع الروائيين إلى عدم قتل عنصر التشويق في العمل الإبداعي والروائي. أما مداخلة الدكتور عبد الله مفلاح من جامعة غليزان حول " النص الرقمي وقراءة في خطابات جزائرية " ، فقد ركز في تدخله على النص الرقمي باعتباره شكلا تعبيريا جديدا ، حيث وقف عند تجارب بعض النقاد الجزائريين الذين استثمروا في الفضاء الأزرق ، من بينهم الدكتور السعيد بوطاجين من خلال الومضات الفايسبوكية التي دأب على نشرها والمقولات النقدية الساخرة التي تستهدف فئة معينة في الخطاب، والتي قامت بتعرية النخب الأكاديمية والثقافية والسياسية الجزائرية ، كما ذكر الدكتور عبد الله مفلاح أيضا كتابات حبيب مونسي النقدية التي خصصها للأعمال الأدبية الخاصة بالناشئة . أما الدكتور عبد القادر رابحي فقد تحدّث في مداخلته عن مسألة التهميش والإقصاء التي تمسّ الشعر المعاصر الخاص بالشّباب، مُوضّحا أن النقاد يركزون على شعر مفدي زكرياء ومحمد آل خليفة وغيرها من شعراء المشارقة، في الوقت الذي يتم فيه إغفال ما يكتبه الشباب من إبداع جديد.