يصرّ، الجزائريون، للجمعة التاسعة على التوالي، على ضرورة التغيير ورحيل جميع رموز النظام السابق، فبنفس العزيمة والإرادة خرج المئات من الآلاف من الجزائريين بالعاصمة وبكل ولايات الجمهورية بشعار واحد " يتنحاو قاع"، هذا الشعار الذي صار الناطق الرسمي لاسم الشعب الحر. وبدأ، مئات آلاف الجزائريين في التجمع بساحة البريد المركزي، وسط العاصمة، في وقت مبكّر من صباح أمس، رافعين شعار رحيل رموز النظام وبناء جمهورية جديدة، وللجمعة العاشرة على التوالي أظهر الجزائريون إصرارهم على رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، مع دعوتهم لتطبيق المادتين 7 و8 التي تعطي للشعب الخيار في اختيار قادة البلاد، مع تمسكهم بشعار يتنحاو قاع" المطالب الشعبية. السترات البرتقالية بالبريد المركزي انتشر العديد من الشباب على حواف البريد المركزي، ما يميّزهم عن باقي الشباب هي السترات البرتقاليّة التي يلبسونها، والموسومة ب " السلمية" كمبادرة منهم للمحافظة على سلمية المسيرات ولتفادي المناوشات وأي نزاعات يمكن أن تحصل بين المتظاهرين. كما تتواصل مظاهر التضامن بين مختلف شرائح المجتمع في مسيرات الجمعة، حيث أبهرت هذه المظاهر العالم كلّه، فبين من يقدّم موائد من طبق الكسكسي ومن يوزّع الحلويات وقارورات الماء وآخرون اختاروا توزيع التمر لتفادي انخفاض السكري لدى البعض خاصة من فئة كبار السن، في حين قرّر آخرون المحافظة على نظافة المحيط من خلال وضع أكياس القمامة على حافة الطرقات للحفاظ على نظافة الشوارع خلال المسيرات، حتى أن البعض منهم لجأ لرفع بقايا القمامات في الشوارع الكبرى بالعاصمة، هذه المظاهر وأخرى هي من أبهرت العالم في مسيرات شعب عرف كيف يسيّر وينظّم نفسه رغم الدسائس التي حاول البعض دسّها وسط الشعب الموحّد في الدين والعقيدة. تعزيزات أمنية بمداخل العاصمة كما، عززت، قوات الدرك الوطني من تواجدها في مداخل العاصمة من خلال وضع حواجز سواء في الطريق السيّار أو في الحدود مع ولايات بومرداس، تيبازة والبليدة، مما صعب من دخول المتظاهرين للمشاركة في مسيرات الجمعة العاشرة، هذا بالإضافة إلى التعزيزات الأمنية وسط العاصمة خاصة بالطرق المؤدية إلى قصر الرئاسة بالمرادية.