"غلق النفق الجامعي أمام المتضاهرين لتفادي حوادث الجمعة الماضي" خرج الآلاف من المواطنين للجمعة التاسعة على التوالي في مسيرات يطالبون فيها بتغيير النظام، بالعاصمة، ولعلّ أهم ما ميّز مسيرة أمس، هو غلق النفق الجامعي من طرف قوات الأمن، بعد مسيرة الجمعة الماضية التي عرفت بعض المناوشات بين عناصر الأمن والمواطنين، أدّت للعديد من الإغماءات في وسط المتظاهرين، كما أصبحت المسيرات فرصة للمواطنين للرد على مختلف القرارات وكذا ما يدور في فلك مواقع التواصل الاجتماعي، حيث برزت إلى السطح شعارات " ماشي عنصرية خاوة خاوة"، كرد لدعاة التفرقة العنصرية بين الشعب. وعلى خلاف الجمعات السابقة، بدأ المتظاهرون يصلون إلى العاصمة في الساعات الأولى من يوم أمس، وشرعوا في التجمع بساحة البريد المركزي وسط العاصمة، رافعين شعار رحيل رموز النظام وبناء جمهورية جديدة، وللجمعة التاسعة على التوالي أظهر الجزائريون إصرارهم على رحيل جميع رموز نظام الرئيس المستقيل، عبد العزيز بوتفليقة، معبرين على رفضهم لتنصيب، عبد القادر بن صالح، رئيسا للدولة، ولحكومة تصريف الأعمال الجديدة التي قام بتشكليها الوزير الأول، نور الدين بدوي، مع دعوتهم لتطبيق المادتين 7 و 8 التي تعطي للشعب الخيار في اختيار قادة البلاد، وتصدر شعار "يتنحاو قاع" المطالب الشعبية، بالإضافة إلى شعارات أخرى، " سلمية سلمية"، " وان تو تري فيفا لالجيري"، "ماشي عنصرية خاوة خاوة"، في رد من الواقع على الحملة التي راجت عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تحاول تقسيم المجتمع. كما، نصّب، العديد من المواطنين حواجز بشرية لتفادي ومنع احتكاك المواطنين مع الشرطة، التي طوّقت أهم الشوارع والساحات بالعاصمة، وكذا المداخل والمخارج المؤدية لقصر الرئاسة، ولأوّل مرّة تم منع المتظاهرون من الولوج للنفق الجامعي وذلك لتفادي الاحتكاك والمناوشات داخل النفق الجامعي، وكانت قوات مكافحة الشغب في الجمعة الماضية قد أطلقت الغاز المسيل للدموع على المتظاهرين مما تسبب في حالات اغماء بين المتظاهرين داخل النفق، لاسيما وأنه كان من بين المتظاهرين بداخله أطفال ونساء وكبار السن. ومنذ بداية المظاهرات كان النفق الجامعي المتاخم لساحة البريد المركزي يعج بالمتظاهرين وأصبح أحد رموز التظاهر. كما، تبرز العديد من سيارات الإسعاف المتواجدة كالفطريات للتصدي لأي حالة استعجالية يمكن أن تحدث، حيث جنّدت مختلف المستشفيات أطباء وممرضين لإسعاف المواطنين أو رجال الأمن على حد سواء في حال حدوث مصادمات بين الطرفين. صور جميلة صنعها الجزائريون في الجمعة التاسعة على التوالي منذ بداية الحراك ، اختلطت فيها الشعارات ورفرفت فيها الراية الوطنية عاليا وتمازجت فيها الألوان وشاركت فيها كل الفئات، أصبح للجزائري موعدا يضربه كل جمعة مع قدره لتغيير واقعه وتحسين مستقبله، حراك استطاع إلى اليوم فرض منطقه ... حراك أصبح يحسب له ألف حساب من طرف السلطة ... تحرّك الشعب منذ 22 فيفري ولا يزال مرابطا من أجل التغيير الجذري للنظام ومن أجل جزائر الغد وجزائر المستقبل.