َ@ سكان البنايات الهشة المجاورة يحاولون اقتحام المسجد للاستفادة من شقق جديدة @ مدخل مصلى النساء مفتوح منذ سنوات كانت الساعة الرابعة صباحا من فجر يوم الجمعة الماضية اليوم 12 من رمضان عندما شعر سكان العمار الواقعة ب3 شارع المسجد بمحاذاة شارع بن عمارة بوتخيل بسيدي الهواري باهتزاز شققهم الهشة، و بعد ربع ساعة بالضبط سُمع صوت انهيار طابق بأكمله و لحسن الحظ لم يخلف أي ضحايا، الحادثة خلقت هلعا و خوفا كبيرا وسط السكان ما دفعهم حينها إلى اقتحام مسجد الباشا العتيق المهمل منذ أكثر من 10 سنوات و الذي يحد البناية يسارا للاحتماء به و الهرب من الموت المحيط ب14 عائلة تطالب بالترحيل منذ أزيد من 12 سنة إلى جانب باقي سكان شارع فيليب الذين تدهورت وضعية شققهم و باتوا مهددين بالخطر. و كانت «الجمهورية» قد تنقلت صبيحة السبت إلى مسجد الباشا لمحاولة التواصل مع السكان و استطلاع ما حدث إلا أننا لم نجد أي من أفراد العائلات التي كانت يومها داخل المسجد و لم يكن ذلك ظاهرا كون كل الأبواب الرئيسية للمسجد كانت مغلقة بإحكام فعدنا أدراجنا و كذبنا الخبر، إلى أن قمنا بالاتصال بأحد أعضاء المكتب التنسيقي لحي سيدي الهواري و الذي كان من سكان المنطقة أكد لنا الحادثة و حدد لنا موعدا مع السكان المنكوبين الذين علمنا أنهم يغلقون على أنفسهم كل الأبواب مخافة محاولة اقتحام المزيد من العائلات المقيمة بنفس الشارع، و هذا ما حدث بالفعل بمجرد وصولنا حيث اعتقد سكان البنايات المجاورة أننا لجنة إحصاء و حاولوا دخول المسجد حتى لا يتم إقصاءهم من الاستفادة من سكن جديد إلا أن العائلات الأربعة عشر منعتهم بشدة كونهم الأقل ضررا منهم و اقتحامهم قد يحول دون ترحيل الأسر المشتتة و التي اتخذت من مبنى المسجد الذي يعتبر من أبرز المعالم الأثرية بالحي المحمي سيدي الهواري مأوى لها آملين أن يكون مؤقتا و تستفيد من الترحيل في أقرب الآجال. السكان الذين اقتحموا المسجد تكلموا بحرقة عن الحياة الصعبة التي كانوا يعيشونها في شبه بيوت مشققة جدرانها و أسقفها و حتى السلالم و الأرضيات. البناية مرت عليها 5 لجان إحصاء و معاينة منذ سنة 2007 و رغم التقارير التي تؤكد سوء وضعية الحوش المصنف في خانة الخطر إلا أن العائلات أقصيت من عمليات الترحيل سنة 2009 و 2013 و 2016 –حسب تصريحات السكان الذين أقاموا في «براريك» شيدوها على رصيف شارع بن عمارة بوتخيل منذ 5 سنوات و كانوا يلجؤون إليها في موسم الأمطار و عند هبوب الرياح القوية خوفا من سقوط البناية القديمة التي يؤجرونها و أقدم عائلة فيها دخلت الحوش سنة 1917 و آخر عائلة أجرت شقة بالبناية كان قبل 25 سنة. و تفاجأنا خلال جولتنا بوجود منافذ أخرى للمسجد عدا الأبواب الرئيسية المتواجدة بشارع بن عمارة بوتخيل «فيليب» سابقا، و خرجنا من المسجد إلى الحوش المنهار عبر باب صغير يؤدي إلى نفس الزقاق و هو مدخل مصلى النساء، و علمنا أيضا أن الباب مفتوح منذ سنوات و بدون أقفال حيث كان السكان يحرسون المسجد الذي تعرض من قبل للسرقة بمراقبة الباب ما سهل عليهم دخول المسجد بعد الحادثة حتى لا يقيمون بالشارع و حتى يشدون انتباه السلطات التي تجاهلت مطلبهم منذ سنوات أخلف فيها رئيس دائرة وهران وعوده بترحيلهم -حسب ما ذكره السكان.