تمّ صباح أمس، منذ الساعة الرابعة فجرا، بوهران، ترحيل 1100 عائلة من سكّان البنايات الهشّة من 7 قطاعات حضرية بالأحياء العتيقة، في أجواء مشحونة، بتسخير إمكانيات معتبرة وعدد كبير من مصالح الأمن وأعوان الحماية المدنية ومصالح البلدية لضمان الاستقرار. باشرت أمس، مصالح الولاية والبلدية وتحت إشراف مباشر من قبل والي الولاية عبد الغني زعلان، ومدير الأمن الولائي نواصري صالح، أكبر عملية لترحيل سكّان البنايات الهشّة، من 7 أحياء هي البلاطو وسيدي الهواري والدرب والحمري ومديوني، وهم المستفيدون من عقود مسبقة منذ 3 سنوات، بناء على تقارير لجان الإحصاء. وحسب والي الولاية فإنّ عملية الترحيل تمّت بناء على غربلة المستفيدين حسب أولوية الأولويات نظرا لمحدودية حصّة السكنات الجاهزة والتي تقدّر بحوالي 1100 سكن إجتماعي فقط على مستوى حيّ الياسمين والنور والصباح وهي مجمّعات سكنية جديدة، استقطبت مختلف المرّحلين من الأحياء الهشّة والفوضوية في السنوات الأخيرة وقد تمّت عملية الترحيل صباح أمس، في أجواء هادئة إلى حدّ ما، مع تسجيل بعض الإحتجاجات من قبل غير المستفيدين، حيث تمّ إخلاء عدّة بنايات وإغلاقها مباشرة من أجل عدم استغلالها والبزنسة بها والقضاء نهائيا على أزمة السكن بالولاية، وقد عبّر المستفيدون عن فرحة عارمة، خصوصا وأنّ العملية جاءت قبل شهر رمضان، لوضع حدّ لمعاناتهم التي دامت سنوات، وكانت وزارة الداخلية قد طلبت من الولاة، مباشرة عمليات توزيع لجميع السكنات الجاهزة، وحسب والي الولاية، فإنّ نحو 1100 عائلة أخرى، من المقيمين بالبنايات المهدّدة بالإنهيار، سيتّم ترحيلها نهاية شهر أوت المقبل، على أن تشمل العملية نحو 3 آلاف عائلة متبقيّة إلى غاية نهاية السنة، فيما سيتّم استرجاع البنايات والعقاّرات لاستغلالها في مشاريع عمومية، ليبقى برنامج ترحيل سكّان حيّ بلانتير الفوضوي قيد الإنجاز، ومن المنتظر أن تنطلق عمليات الترحيل في .2015 للإشارة تمّ قبل أيّام ترحيل 400 عائلة من حيّ بلانتير و83 من حيّ كارطو والإعلان عن قوائم المستفيدين من حصّة 364 مسكن ببلدية بوسفر، وكان وزير السكن قد وضع أول أمس، حجر الأساس ل 10 آلاف وحدة من سكنات »عدل« بمسرغين أين سيشيّد قطب حضري يستوعب 50 ألف سكن، كما سينطلق قريبا، مشروع 1400 مسكن ألبيا بحي بلقايد وهو قطب حضري أيضا قيد الإنجاز. عائلات تقتحم مقر البلدية إحتجاجا على إقصائها من الترحيل قامت أمس، 22 عائلة بحي الشولي بوهران، بإقتحام مقر القطاع الحضري البدر، وإخراج موظفيه بالقوة ومنع المواطنين من الدخول بغلق الأبواب الحديدية بالسلاسل، مطالبين بحضور والي الولاية، والتحقيق في أسباب إقصائهم من عملية الترحيل التي شملت 1100 عائلة من سكان البنايات الهشّة، من بينها 4 عائلات فقط من الحوش الذي تقيم فيه العائلات المحتجة والذي يحمل رقم 10 بشارع خضراوي السعيد، إذ أكّدوا أنّهم يقيمون معا في نفس الحوش منذ أكثر من 30 سنة ويحوزون على عقود استفادة مسبقة، لكنّ الترحيل لم يشملهم، متّهمين مصالح البلدية ولجان الإحصاء بأخذ الرشوة. وتفاقمت الأمور بمحاولة شاب يقيم مع والدته في غرفة واحدة، الإنتحار حرقا بالبنزين وسط المحتجين، حيث تدخل الحاضرون لمنعه من ذلك، ورفضت العائلات المذكورة التي قالت أنها تعيش في أوضاع كارثية وتحوز على الأولوية في الترحيل، إخلاء مقر القطاع الحضري والدخول في إعتصام مفتوح إلى غاية حضور والي الولاية، كما إحتجت 11 عائلة تقيم ببناية مهددة بالإنهيار بشارع تلمسان، بقطع الطريق الرئيسي المؤدي إلى غرب الولاي.