الأهداف الكبيرة لا تتحقق مرة واحدة بل تأتي تدريجيا وعلى مراحل وأحيانا تكون في شكل فرص سانحة يحسن بنا استغلالها لان من ضيع الفرصة تجع الغصة ومن طمع في اخذ كل شيء خسر كل شيء وليس كل ما يتمناه المرء يدركه كما قال المتنبي. لقد حقق الحراك الشعبي السلمي أمورا كثيرة لكنه الآن متوقف في مفترق طرق والخيار أمامه صعب والخطأ ممنوع وإشارة المرور التي وضعتها السلطة القائمة تبدو غير مشعة على السير لأنها حددت طريقا واحدة للسير نحو المستقبل من خلال تأكيدها على الذهاب إلى الانتخابات الرئاسية أولا دون الدخول في مرحلة انتقالية ولابد من الحوار والتشاور والحكمة لتنظيم هذا الاستحقاق الوطني وعلى الجميع الاستجابة من أحزاب ومجتمع مدني وشخصيات وطنية للاتفاق على الخطوات اللازمة لإجراء الانتخابات في جو ديمقراطي شفاف بينما الحراك الذي دخل جمعته 16والمعارضة السياسية قد صعب عليهم النزول من الشجرة ويريدون رحيل الحكومة ورئيس الدولة ورموز النظام ولا يوجد موقف وسط يمكن أن يقرب بينهما. واعتقد أن دعوة رئيس الدولة المتجددة تحتاج إلى الدراسة والتحليل فالرفض المطلق لا يخدم قضية الديمقراطية والإصلاح والتغيير وترك المواطنين في الشارع دون البحث عن الحل إجحاف في حقهم فمهما كان موقفنا من السلطة القائمة ورموز النظام فهم جزائريون وإن أخطئوا ويقومون بإدارة شؤون الدولة رغم الضغط والاحتجاجات ويعنيهم حل الأزمة سلميا أيضا.