أيها الشاهد على كل هذه الخسارات من يفكك ألغام الوهم يغوص في ندى المرايا الهاربة حد الإغماء من هيأ كل هذا الزهير حتى ينزلق الضوء على قفاه تتشابك الظلال مع الظلال لا ظلال لنا أحياء وموتى موتى وأحياء لا ظلال لنا تتعاكس الوجوه والحدقات تتمتم جَهْرًا ما أنشدته الجدات ذات زمن كريم من حُوفي وأَشَوّيق ماذا بقي لهذه الأرض من حكايات تقصها على أطفال الآتي المبهم في زمن يُغمَد فيه الفرح كما تُغمَد السيوف المهزومة يغمرنا الكلام المنخور مثل السوس يهيء أبجديات لا شعلة فيها إلا الرماد البارد وحياة هاربة من مصيرها المحتوم تحفر في الزوايا المنسية تخبئ بذورا وفسائل ولغة ونورا وأصواتا وملامح وذاكرة لم يمسسها الهزال بعد تنادي عمن سيصلي على أرواحنا كان هناك يطوح في السماء الفارغة لا صوت لا صدى لا مرايا عاكسة