إلى غابريال غارسيا ماركيز *** كان يحمل في حدقتيه مراثي من أندلس لم تمت،، بعد في أعين الحالمين وهم يركبون الغيوم إلى الوحي و الدّمع.. والماوراء...
كان صوتا يوزّع أصداءه دون وعي على العتبات وفي حمحمات الخيول وفي رأرآت العصافير فوق الخرائب وسط "ماكوندو" التي لم يعد فوقها من سماء
كان يهدي لوهم الحقائق وردا على شعره الأجعد العربيّ... ويحمل في صوته شفرة لأغاني الرعاة وبوصلة لعفاف القراصنة الراحلين بحدس الوفاء
كان يحمل قنينة ماء الحياة يرشّ بها المحن الكامنات بعمر المسافة بين سجع المديح و بين البكاء
كان يحمل قنينة ماء الحياة... ولكنّ... ما أسرع الموت يخطو خطاه بنبض التفاصيل في بحره "الكريبيّ" وما أسرع الفصل "فصل الخريف" على كتف "البطريرك" وينفي المدى صوب لا جهة في الوراء
كان يحمل في قسمات المكان تراتيلهُ يثير غبار اللّعب الممنوع بأعرافها "ماكوندو" يهيّءُ كينونة الوحي فيها ليسترجع في زمن لم يحن بعدُ "أندلساً" من رُؤاه يغنّي بها ما يشاءْ
سيّد السّحر.... وهذا الرّحيل لنا وهذي المراحل آلت إلى شهقةٍ في مهاوي الهباءْ