يمثل مركب الأندلسيات بوهران، أحد الهياكل السياحية الهامة في وهران، حيث ومع كل حلول موسم الاصطياف، يشهد إقبالا كبيرا من لدن السياح والمصطافين، الذين يأتونه من مختلف ولايات الوطن وحتى خارجه، لقضاء عطلة الصيف واكتشاف عديد الخدمات السياحية والفندقية والمطعمية التي يقدمها لزبائنه. وقد قامت أمس جريدة « الجمهورية « بزيارة استطلاعية إلى هذا المرفق التابع للدولة، للوقوف على أهم المرافق التي تدعم بها، والمشاريع التي سيتم تشييدها مستقبلا والخدمات التي يقدمها للسياح سواء الأجانب أو الذين يقطنون بالجزائر، حيث وفي إطار ما يعرف ب« السياحة المفيدة أو الذكية»وتحسبا لألعاب البحر الأبيض المتوسط، سيتدعم هذا المركب الضخم بمرفأ صغير «مارينا»، بمعدل استيعاب يقدر ب 250 سفينة سياحية. بمبلغ مالي يقدر ب94 مليار سنتيم، إذ أن الدراسة حاليا هي قيد الإنجاز، ومن الممكن أن يكون المرفأ جاهزا في 2021، وسيخصص لرياضة التجذيف، وحتى نقل السياح والمصطافين الذين يريدون الإقامة في هذا المركب السياحي الذي تزيد مساحته عن 20 هكتارا، كما يتم حاليا إنجاز ملاعب لكرة القدم والتنس وكرة الطائرة وميدان لألعاب القوى، والتي سيتم استغلالها في هذا الحدث الرياضي الكبير، الذي يقتضي تجنيد العديد من المرافق الضرورية لإنجاحه. إقبال على محطة العلاج بمياه البحر كما مكنتنا الجولة الاستطلاعية التي قادتنا إلى هذا المرفق الاستجمامي، من زيارة محطة العلاج بمياه البحر، التي دخلت منذ أشهر حيز الخدمة، حيث وقفنا على الخدمات النوعية التي يقدمها الطاقم الذي تم توظيفه بالمحطة، والمتكون من 45 شخصا محترفا من بينهم 3 أطباء، كمالاحظنا الإقبال الكبير من قبل المصطافين، لاسيما من العنصر النسوي، على هذا المركز الذي يقدم خدمات راقية في علاج المفاصل والأرق ومختلف الإصابات العضلية، ويوفر للسياح كل ظروف الراحة والاستجمام، لاسيما وأن العلاج طبيعي ومن مياه البحر مباشرة. وأما عن الخدمات الفندقية التي يقدمها المركب، فقد علمناأن المركب الذي يقصده يوميا حوالي2200 سائح مقيم، فقد قرر وبتعليمة من وزارة السياحة مراجعة الأسعار، إذ وبعدما كانت في حدود 12500 دج للشخصين بنصف وجبة، تم تخفيضها إلى 8500 دج ، وهو ما يعد من بين أحسن التسعيرات على المستوى الوطني، دون أن ننسى التسعيرة المخصصة للسياح الأجانب والتي لا يزيد عن 42 أورو للشخصين بنصف وجبة في اليوم، وهو ثمن مناسب ومعقول وبإمكانه منافسة حتى الخدمات السياحية المقدمة من قبل دول الجوار، المعروفة بتقاليدها الكبيرة في هذا المجال، حيث بات المركب ملتقى للثقافات ورافد من روافد التقريب بين شعوب البحر المتوسط، ويأتي الجزائريون في المرتبة الأولى بنسبة 80 بالمائة من حيث عدد زواره، يليه المغتربون ب 18 بالمائة والأجانب. قعدة مريحة في «سقيفة الباي» وعن الخدمات المطعمية التي يقدمها المركب، فالزائر لهذا الفضاء الاستجمامي بإمكانه أن اكتشاف نوعية الأكلات التقليدية التي يقدمها مطعم «سقيفة الباي»، فضلا عن الأكلات الخفيفة الأخرى، زيادة على تنظيم أنشطة ترفيهية ثقافية كالسهرات الفلكلورية الصحراوية وأغاني الراي للعائلات المقيمة في المركب، زيادة على الأنشطة الرياضية التي يقدمها مختصون في التنشيط تلقوا تكوينا في معهد « الكرابس « بعين الترك. وللرفع من قدرات الاستيعاب السريري، تم الشروع في ترميم الفندق الذي يحتوي على 400 غرفة بقدرة استيعاب 800 سرير، حيث سيتم تسليم الجناح الرابع والأخير هذا الأسبوع، بعد الانتهاء من ترميمه، وبإمكان هذا الفندق إيواء الرياضيين الذين سيقيمون فيه تحسبا لألعاب البحر المتوسط، دون أن ننسى « البانجالوهات « التي تتوفر على جميع ظروف الراحة من غرف للنوم والاستحمام والمكيفات الهوائية والمطبخ... إلخ كما قامت إدارة المركب بتوقيع عدة اتفاقيات مع مختلف الوكالات السياحية لاستقطاب المزيد من المصطافين، حيث تم توقيع 12 اتفاقية منها 9 جزائرية و3 أجنبية، فضلا عن اتفاقيات مع مديريات الخدمات الاجتماعية للشركات الوطنية.. وبالمناسبة فقد حقق مركب الأندلسيات زيادة معتبرة في رقم الأعمال بنسبة تزيد عن 15 بالمائة في 2017 و2018، غير أن التخوف الحقيقي لهذا العام، هو تزامن موسم الاصطياف مع إجراء امتحانات الباكالوريا وعيد الأضحى، حيث من الممكن أن يتراجع عدد المصطافين، في هذه الفترة ولكن رغم ذلك فإن المركب يحاول إيجاد مختلف الحلول لاستقطاب المزيد من الزوار، لاسيما وأنه بعد الانتهاء من موسم الاصطياف تنطلق خدمات سياحة المؤتمرات، حيث يحتضن الكثير من المواعيد والملتقيات، التي تنشّط هذا المرفق وتسمح له بتحقيق المزيد من المداخيل المادية.