ككل جمعة كان أمس الشارع الوهراني في الموعد مع حراكه الشعبي المتواصل الذي حرر كل المجالات حتى الكرة المستديرة التي تصنع الحدث وأفراح الجزائريبن ورغم أن القلوب كانت مشدودة إلى القاهرة على بعد سويعات من نهائي العرس القاري بين الفريق الوطني ومنتخب السينغال التي تزامنت مع الأسبوع ال 22 من عمر التظاهر السلمي . إلا أن الجماهير الوهرانية لم تتخلف عن الحضور وخرجت أمس لتجوب شوارع وسط المدينة في مسيرة حاشدة ميزها تواجد العنصر النسوي بقوة وهو ما تجلى من خلال الشعارات التي أطلقتها حناجر حرائر الجزائر لنصرة الشعب والمنتخب الوطني حيث رددن «تسقط العصابة ويحيا المنتخب الوطني» « للشعب فرحتان الأولى لنصرة الحراك والثانية في» كان» « « نربحوهم قاع و نفرحوا قاع» « الشعب يريد رئيسا يهتم بوطنه مثلما يهتم بلماضي بمنتخبه» وغيرها من الهتافات التي تعالت على إيقاع أبواق فوفوزيلا بنكهة انتصارات الخضر في المنافسة القارية وهي الأجواء التي طبعت مسيرة الأمس. ولم تخرج المطالب الشعبية عن مسارها في غمرة الاحتفال بانجازات محاربي الصحراء في «كان» بل استمرت الحرب السلمية الشعبية في الميدان، حيث جدد شباب الحراك الدعوة إلى رحيل بقية رموز النظام رافضا بأي شكل من الأشكال استمرار حكومة بدوي و بن صالح حيث عقد الشعب العزم على تغيير نظام الحكم الحالي كشرط أساسي للتحاور وأي مناورة سياسية من الأحزاب التي نصبت نفسها وسيطا بين الشعب والحكومة فهي مرفوضة حيث رفعت لا فتات مكتوب عليها» لا للوساطة للحوار مع السلطة « « المادة 7و8 سلطان الشعب» « لا تفاوض لا حوار الشعب صاحب القرار» وهو ما يدل على أن اي مبادرة خارجية ليست من رحم الحراك فهي فاشلة فحتى القائمة التي تضم 13 شخصية مقترحة لم تلق الإجماع وهو ما حمله مضمون الحراك بوهران الذي دعا الى تنحية بن صالح وحل حكومة بدوي والذهاب ألى تأسيس لجنة مستقلة للإشراف على الانتخابات، مرددين «خاوة خاوة نديروها جمهورية مدنية» «ليبيري لا للجيري». وناشدوا بإطلاق سراح المعتقلين في المسيرات تحت شعار «طلقوا اولادنا يا حقارين» «لا للحكم العسكري ولا للحكم البوليسي « « جزائر حرة ديمقراطية» «ديقاج الذباب «» ديقاج أفلان» «سلمية سلمية حتى نجيبوا الحرية» وغيرها من الشعارات التي لم يتنازل عنها الشعب رغم التقدم الكبير الذي أنجزه الحراك بدخول مسؤولين ووزراء للسجن إثر ثبوت تورطهم في قضايا فساد أخرهم الوزبر السابق عمار غول بينما تبقى رغبة الجزائريين ملحة على انتخاب رئيس جديد ليس من نفس النظام المرفوض..