نظم المئات من الطلبة، أمس، بالجزائر العاصمة، مسيرة سلمية حاشدة للتعبير عن مساندتهم للحراك الشعبي والمطالبة بتغيير النظام ورحيل رموزه وسط تعزيزات أمنة مشددة. وشرع الطلبة، في حدود الساعة العاشرة صباحا، في التجمهر أمام الباب الرئيسي لجامعة بن يوسف بن خدة قبل أن يقرروا السير نحو البريد المركزي حيث كان في انتظارهم طوقا أمنيا ضخما كان يطوق سلالم المبنى تفاديا لاختراقه، مرددين شعارات مناوئة لحكومة بدوي المرفوضة شعبيا على غرار ” ديقاج ديقاج حكومة البريكولاج ” و ” حكومة الكوكايين والخاينين ” و ” مراناش حابسين كل يوم خارجين ” وأخرى مناوئة لرئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح الذي كان في تلك الأثناء يتحادث مع الوزير الأول نور الدين بدوي حول الوضع السياسي الذي تشهده البلاد والعقبات التي تواجه المسار الانتخابي وفقا لما نقله التلفزيون العمومي. وبعد قرابة نصف ساعة من الاحتجاج في الساحة المحاذية للبريد المركزي قرر الطلبة وعلى غرار الأسابيع المنصرمة سار الطلبة نحو مقر البرلمان، ومن ثم قرروا السير نحو ساحة الشهداء التي أصبحت تشكل مركزا جديدا للتظاهر عقب إغلاق مبنى البريد، غير أن قوات مكافحة الشغب منعتهم من مواصلة المسيرة بعدما تم تنصيب سد أمني أمام محطة القطار. وامام المنع ، تفادى الطلبة الدخول في مناوشات مع قوات مكافحة الشغب وعادوا ادراجهم تحو البريد المركزي ، مرددين شعارات ” “فيفا لالجيري يتنحاو قاع” و”عقدنا العزم أن نحرر الجزائر” و”وطني وطني غالي الثمن”، ” جيش شعب خاوة خاوة” و”مكاش انتخابات يا العصابات”، “سلمية سلمية “. وتمكن الطلبة من تسيير المسيرة بشكل جيد ومحكم، تأكيدا منهم على طابعها السلمى، كما أنها لم تشهد أية تجاوزات تذكر. وبالموازاة مع ذلك احتج الطلبة الجامعيون في العديد من الساحات والشوارع عبر الولايات، معبرين عن رفضهم للانتخابات الرئاسية وطالبوا برحيل جميع رموز النظام الحالي على غرار عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي. وفي ولايتي تيزي وزو وبجاية خرج الآلاف من الطلبة في مسيرات حاشدة، مجددين التمسك بمطالبهم الشعبية الرافضة لبقاء رموز النظام ورفض الانتخابات الرئاسية تحت وصاية رئيس الدولة المؤقت عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي هاتفين بشعار واحد ” بن صالح ارحل ” و ” مراناش حابسين كل يوم خارجين “. وفي ولاية قسنطينة، خرج صباح أمس، آلاف الطلبة والأساتذة في مسيرة حاشدة انطلقت من الجامعة المركزية وصولا إلى ساحة الشهداء بوسط المدينة، حيث نادوا بشعار موحد ” نريد دولة مدنية وليست عسكرية ” وشعارات أخرى تطالب برحيل عبد القادر بن صالح والاستجابة لمطالب الشعب المتمثلة في تغيير النظام.