يتسبب الإهمال والتسيب واللامبالاة في الكثير من المشاكل والآفات التي نخرت في أوصال الإدارة وسوء الخدمات في المصالح العمومية التي يعاني فيها المواطن الأمرين جراء تقصير الموظفين و تقاعسهم في عملهم و المماطلة في قضاء مصالح المواطنين ، بل أكثر من ذلك فإنهم يتفننون في اختلاق الأعذار والحجج لتبرير التأخير و الإهمال ، وهو ما نراه حاضرا في كل الإدارات والمستشفيات و غيرها إذ يتعرض المواطن لمعاملة سيئة و تعطل مصالحه وعدم اهتمام العاملين في مصالح الخدمات بشؤونه من باب الالتزام بتحمل المسؤولية، و إتقان العمل، والاجتهاد في تقديم أحسن الخدمات مادام هؤلاء الموظفون في خدمة الشعب والمواطن في المقام الأول ، هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن إتقان العمل و أداء الواجب على أكمل وجه يعتبر من أولى مسئوليات الموظف التابع للقطاع العام ، بذل كل الجهود لإرضاء المواطنين مطلوب منه . إن سوء أداء الخدمات في المصالح والإدارات العمومية و التسيب والإهمال بمعانيه الواسعة ، والتسبب عمدا في تعطيل مصالح المواطنين يعد أهم مظاهر البيروقراطية و المحسوبية و الفساد الذي يمارسه أعوان الإدارات العمومية المختلفة، والعاملون والموظفون في قطاع الصحة والتربية وغيرها من القطاعات و هم بمثل هذا السلوك يشوهون صورة الإدارة والمرفق العموميين، فضلا عن الأثر النفسي السيئ لتلك الممارسات على المواطن.