مشاكل كثيرة تشهدها المؤسسات العمومية الاستشفائية و المرافق الصحية بولاية غليزان بسبب تنامي ظاهرة الاعتداء على الكوادر الطبية أثناء تأدية واجبهم المهني و الإنساني و ضرورة اتخاذ الإجراءات الرادعة للمعتدين و زيادة أعداد أعوان الأمن كفيلة بالحد من الظاهرة التي أصبحت تعيق عمل منتصبي القطاع الصحي . فتوفير الحماية اللازمة للكوادر الصحية من أهم المطالب في مستشفيات القطاع العام في ظل تكرار حوادث الاعتداء التي يتعرض لها الأطباء خصوصا من ذوي المرضى بالنسبة لأغلب الحالات و يكاد الاعتداء اللفظي أن يكون بشكل يومي يقول أحد أطباء مستشفى محمد بوضياف بغليزان الذي أشار إلى أن الاكتظاظ و نقص الكوادر الصحية و الأطباء و التي لا تكفي لاستيعاب الأعداد الكبيرة للمتوافدين على مختلف المصالح و الأقسام إضافة إلى قلة التجهيزات من أسباب حدوث معظم حالات الاعتداء التي يتورط فيها العديد من المرافقين للمرضى أو إظهارهم لسلوك سلبي تجاه العاملين بسبب قلة وعيهم و عدم قبولهم الانتظار ما يزيد من توترهم و قلقهم يجعلهم يقترفونها بحجة التأخر في تقديم الخدمة الصحية و خاصة ان كانت حالة مريضهم خطيرة مشيرا إلى أن عدد حالات الاعتداءات المسجلة من المرضى تبقى معزولة و لذلك فلابد من معالجة أسباب هذه الظاهرة يضيف محدثنا . و أوضح أحد الإطارات الإدارية بمستشفى أحمد فرانسيس بوادي ارهيو أن هواجس الاعتداء ما تزال تواجه الفريق الطبي سواء منها حالة الاعتداء اللفظي أو الجسدي و لم تكون هذه المؤسسة الوحيدة التي تشهد اعتداءات بل عدة مؤسسات باتت تجتاحها الظاهرة حيث أن آخر حالة سجلت في الأيام القليلة الماضية حينما تم منع زوج احدى السيدات من الدخول الى مصلحة الولادة و لكن ردة فعله كانت باقدامه على كسر باب المصلحة و حالات الاعتداء لا تطال الأطباء فحسب فقد تكون الطبيبة في بعض الأقات ضحية شتى أنواع الاعتداء الأمر الذي ينجم عنه فوضى و ازدحام داخل الاستعجالات أو بمصالح أخرى من بعض عائلات المرضى التي تثير هذه الفوضى و سرعان ما تتحول الى ساحة للشجار ما يعيق عملهم و يؤثر سلبا على علاج المريض ، و في السياق حادث شهدته استعجالات المستشفى المذكور على اثر نشوب شجار بين عائلتين تحول الى معركة جماعية تم خلاله توقيف 8 أشخاص لتورطهم في قضية اهانة هيئة عمومية و جنحة العصيان و المشاجرة و مخالفة الاخلال بالنظام العام و هي القضية التي أثارت الرأي العام منذ حوالي سنتين بعد نشر شريط الفيديو الذي أظهر صور تعلقت بتبادل العنف و الضرب و الجرح بين مجموعة من الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي . و لم تستثني هذه القضايا أعوان الأمن حيث أصبح البعض منهم يواجهون الظاهرة كما حدث بمستشفى غليزان أواخر شهر جانفي من السنة الجارية بعدما تعرض أحد أعوان الأمن بالمؤسسة لاعتداء من طرف مجموعة أشخاص بسبب عدم السماح لحوالي 4 أشخاص من الدخول لزيارة مريض في غير أوقات الزيارة متسببين له في اصابات على مستوى الوجه الأمر استدعى تدخل قوات الشرطة و توقيف الأشخاص المعتدين عليه . و أجمع عددا من الأطباء على ضرورة تعزيز أعوان الأمن لتفادي المواجهات مع مرافقي المرضى خصوصا و تلك الاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أطباء و ممرضون أثناء تأدية عملهم و القيام بواجبهم و وصلت الى مقاضاة البعض من مقترفي هذه الأفعال . و أما بالنسبة لعدد آخر من الأطر الطبية فان الاهمال و اللامبالاة و التقصير و سوء الاستقبال التي تعيشها بعض المصالح في المستشفيات و مؤسسات الصحة الجوارية من لدن فئة العمال أسباب أخرى لوقوع الاعتداءات كما أن الحد من هذه الظاهرة يستوجب الاهتمام اللازم بالمريض من الطاقم الطبي ناهيك عن ايجاد الحلول لدوافعها كالضغط و الاكتظاظ و النقص الحاد في الطواقم الطبية و شبه طبية.