لا تزال حالة الغليان والغضب الكبيرين تسود أوساط عدد كبير من موالي ولاية النعامة بسبب الارتفاع غير المسبوق في أسعار المواد العلفية والتي فاقت قدرات هؤلاء الموالين وجعلتهم عاجزين عن مواصلة تربية قطعان الماشية وقد تجاوزت أسعار القنطار الواحد من الأعلاف 3 آلاف دج فيما تجاوزت عتبة 2.8 ألف دج بالنسبة للنوعية الرديئة وقد اثر هذا الارتفاع على استقرار الماشية حيث تراجعت أسعار النعاج الموجهة للكسب بأكثر من 06 ألاف دج للرأس فيما حافظت الكباش والخراف على سعرها . وقد حمل الموالون مصالح الغرفة الفلاحية الولائية الكائنة بالمشرية تبعات ما يحدث لهم بسبب تأخرها في تزويدهم بالأعلاف وتركتهم يكابدون وحدهم لهيب سماسرة الأعلاف والذين لا يتوانون في رفع الأسعار كلما وجودوا طريقا لذالك ,فغلاء الأعلاف والحرث العشوائي كابوس بات يلاحق الموالين كما أن انكماش المراعي وتناقص الوحدات العلفية في مساحات كبيرة من مناطق السهوب ، لاسيما بالبيوض والقصدير ومكمن بن عمار وعين بن خليل جعل الموالين من البدو الرحل يعجزون عن تغذية مواشيهم .و اهتدى بعض الموالين إلى خلط مادة الفرينة الموجهة للاستهلاك المحلي بالنخالة والشعير وتقديمها كأعلاف للماشية فيما أضحى البعض يشترى ما تبقى من الخبز الجاف واليابس من المخابز باثمان تتعدى 200 دج للكيس الكبير .وتشير الإحصائيات أن ثلث مساحة النعامة غطتها الرمال، و الأراضي الرعوية غير مؤهلة لتربية الماشية .و شهدت بلدية القصدير في الآونة الأخيرة صراع بين موالين و مستثمرين وهميين بحجة الامتياز الفلاحي أحاطوا مساحات كبيرة بالحجارة والاطارات المطاطية ومنعوا الموالين من الرعي وهو الانشغال الذي نقله عشرات الموالين إلى والي النعامة محمد حجار نهاية الأسبوع الماضي وطالبوا بمنع الحرث العشوائي وعدم منح أي رخصة تجيز لهؤلاء المتطفلين منع الموالين من الرعي بدليل أن بعض المشاريع الفلاحية التي منحت بحجة الاستثمار فشلت و منها مستثمرة الزيتون بمنطقة الشط الغربي والتي استهلكت 20 مليار سنتيم دون ان تنتج حبة زيتون واحدة و تحجج بالزوابع الرملية والصقيع والجفاف .